الثلاثاء، 22 فبراير 2011

الأمل

2 فبراير 2011
الأمل
كلمة صغيرة تعني الكثير، كلمة خلت يوماً أني لن أكتبها مجدداً، سنوات وعقود من الأنحدار والإنزلاق عايشتها، وكأن الجيل الذي أنتمي إليه ولد على الأمل وعاش النكسة تلو الأخرى. في هذا البلد ولدنا وترعرنا على قيم عالية، وسقينا شراب العزة والفخر والكرامة، وكنا نرى المستقبل ظاهراً مبهراً لنا، وتمر الأيام فإذا كل شيء يتلاشي.
رأينا كيف تنهار القيم وتتحول لمجرد شعارات فارغة لا يحملها إلا النزر اليسير من الناس، ورأينا كيف تمكنت الأنظمة من العبث بكرامة الشعوب، ورأينا كيف حولت أحلام المستقبل العريضة إلى سعي للحصول على لقمة العيش، ورأينا كيف أن الأمل اختفى، فمع ظهور "الديمقراطية" انخفض مستوى الطموح، ويوماً بعد يوماً تلاشي بصيص الأمل، وحارت النفوس، فمنها من تماشي مع الوضع "وساير" على غير قناعة الموجود ليجد طريقاً لمعيشته، ومنها ما اصابه الإكتئاب فانعزل وانحسر، ومنها من حول الطاقة التي يمتلكها لأشياء أخرى ونسي الهدف الرئيسي، ومنها من رأى أن ينسلخ عن المجتمع ويلتحق بعوالم أخرى لعلها تمكنه من العيش بسلام، وأخرون احتفظوا بالطاقة كامنة بداخلهم....
ها هي تونس، ثم مصر، واليمن والاردن..... وها الشعوب التي خلناها ميئوس منها قد أفاقت، وها هو الأمل يعود من جديد. ها هي الأصوات التي فقدت تعود لتزغرد معلنة أن الأمم لا تموت. مهما تجرعت من التخويف والترهيب، ومهما رضخت لعصابات الأنظمة، ومهما طال زمن الضعف والهوان، فإنها تمتلك إرادة الحياة، وإرادة الحياة تقتضي العدل.
الأمل اتسع مداه، والأحلام تبعث من جديد أكثر عنفواناً وقوة. أحلامنا من المحيط إلى الخليج... وأكثر... مازالت ممكنة التحقيق، ومازلنا نسعى وسنسعى لتحقيقها.
لسنا موتى، ولن نكون، فالشعوب لا تموت. فلتذهب أمريكا إلى الجحيم بنفاقها فها هي تقف مع الأنظمة المنهارة، وها هي تماماً كالأنظمة المنهارة لا تعي ولا "تفهم" تطلعات الشعوب التي، وإن "حجبها السلطان"، ما تلبث أن تبعث من جديد. لسنا بحاجة سوى لمزيد من العزيمة والإيمان لنصل لهدفنا، ومادام هناك روح في هذة الأمة فإنها لن تهان من جديد.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق