تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!
</b>
الحلقة 20: لعبة الموت
اليمنجي: والله يا جماعة أن قد شاجنن، كنا ظنينا، وبعض الظن إثم، أن اللعبة قد أنتهت، يعني سنة تكفي، مش معقول اللي بيحصل، إلى متى نصبر؟ صبرنا على نظام فاسد سنين، فإذا التغيير يجي بالأسوأ.
الثورجي: حلمك حلمك، أيش حصل، عادحنا اليوم ما بقى لنا إلا أسبوعين، والخير قادم.
البلطجي: أي والله الخير قادم، والله ما قد شفنا من حكومة باسندوتش على قولتك شي، وكل المظاهر اللي شفناها كذابة، والنفوس مليانه حقد وكراهية...
اليمنجي: كفاكم يا جماعة، جينا نشكي همنا لكم مش نسمع حكمكم، اسمعوا قصتي والله الشاهد. يوم أمس الجمعة كنت راجع من البلاد، مع جهالي، راجع عن طريق معبر إلى صنعاء، عديت معبر بسلام الله، وبعد حوالي 5 كليومتر فوجئت بناس ماشيين على الطريق. أيوه ناس ماشيين على الطريق الرئيسية وقاطعينها، والسيارات التي تقدر تمشي على الأراضي الزارعية تنزل والباقي منتظرين. تذكرت أن صاحب المطعم في يريم قال لي يوم الخميس عندما نزلت أن به حوالي 1000 شخص مشيوا من يريم متجهين لصنعاء، وقال لي أنها مسيرة لأجل تعز، وأنا مثلما تعرفوا بطلت أشوف المحارشين في التلفزيون والجرايد.
الثورجي: أين ألف هذي مسيرة الحياة وفيها على الأقل 15 ألف، أين عقلك....
اليمنجي: والله هذا الذي شفته بعيني مش بعين الجزيرة ولا سهيل، المهم يا جماعة أننا فهمت أنهم هذولا نفسهم الذي تكلم عنهم صاحب المطعم.
أسمعوا أيش شفت بالله عليكم، بقايا ناس مخزنين، صغار وكبار.. وجوههم شاحبة، وثيابهم رثة، حالتهم تصعب على الكافر، وكلما وصلت سيارة لعندهم يحاولوا يستجمعوا قواهم ويرفعوا أيديهم بعلامة النصر، بعضهم كان يحاول يصيح..... لم أستبين ما كانوا يقولونه، البعض كان قد ارهق وجلس، أو وجد مكاناً يدكي عليه ويواصل تخزينته، وآخرون كانوا يسيرون، وكان هناك أعداد كبيرة من المسلحين، بالآليات، صغاراً وكباراً، وظهرت سيارات تحمل مايكروفونات تطلق أصواتاً، وسيارات غير مألوفة، سوداء تجول هنا وهناك وهي مدججة برجال يلبسون زي تقليدياً وسلاح، رشاشات وقذائف مختلفة.
كان المنظر يدعو للرعب، وكنت أرجو الله أن أتمكن من تجاوز هذا الجمع بسلام.
لم يكن السائرون يلقون بالاً إلينا وهم يحتلون الطريق، وكان الرجال على السيارات المدججة بالسلاح ينظرون إلينا نظرات مريبة. حينها حاولت ايجاد طريقي عبر المزارع القريبة بعد أن يئست ومرت بضع دقائق ونجحت بتجاوزهم قبل ما يوصلوا لنقيل يسلح... وحمدت الله لأني لو تأخرت قليلاً لكانوا سدوا الطريق الضيق.
الأغرب من ذلك أنني وجدت نفسي وراء سيارة عليها قبائل مدججون بالسلاح، وكنا نقترب من نقطة تفتيش أستحدثت قبل الصعود للنقيل، السيارة أنحرفت فجأة إلى اليمين عندما رأت نقطة التفتيش وتوفقت. وطبعاً تعرفون ما سأله العسكري في النقطة، وقلت له: أنا لا سلاح عندي، ولكن أنظر خلفي وستجد غايتك.
أحسست أني تجاوزت الخطر، ولاحظت فرق مكافحة الشغب بمعداتهم عند نقتطتي التفتيش في منتصف النقيل ونهايته، مررنا من النقطة بصعوبة حيث كان يبدو التوتر على الجنود وهم يدققون بالسيارات. خلف النقطة مباشرة كان هناك جبل صغير وعليه عشرات من "المخزنين"..... كانوا يبدو أنهم من سكان المنطقة. في قرية خدار "أو قرية القمل كما أعرف أسمها" كان الأطفال يصيحون الشعب يريد على عبدالله صالح....
بعد بضعة كيلومترات من خدار، وتحديداً في قحازة لاحظنا تجمعاً من عدد من السيارات وبعض الناس، سألني أحدهم: أين قدهم حق مسيرة الحياة... قدهم في يسلح؟....لاحظت وجود عدد كبير من النساء بينما لم يكن هناك أي نساء في المجموعة التي رأيناها تحت النقيل.
بحمد الله وصلت لمنزلي بعد تأخير لا يقل عن ساعة.
الثورجي: الله أكبر، هذي مسيرة الحياة لنصرة تعز، وقد سمعت اليوم أكيد أنهم وصلوا وإن في حالة طوارئ في صنعاء.
البلطجي: هذولا فاضيين، هذولا مرتزقة، هذولا بيستغلوا الأموال القذرة، يشتوا يعملوا فتنة، الرئيس وقع والناس قالوا خلاص، لكن هذولا المرتزقة يشتوا يخربوا البلاد، يشتوا يعملوا مذبحة، الله لا ألحقهم خير هم ومن يمولهم، أولا تعتقد إنهم عيخرجوا متطوعين والقبايل عيخرجوا بسلاحهم بلاش؟
الثورجي: حرام عليك تتهم هذولا، أنتوا الذي متعودين تستلموا ما هذولا هم ناس أطهار.
اليمنجي: يقول المثل اليمني الأصيل "ما مصلي إلا وطالب مغفرة" هجعونا من هذا الكلام العقيم. الجماعة مش ممكن يكونوا وصلوا اليوم، لأنهم أمس قرب المغرب كانوا تحت النقيل، يعني أكثر من 60 كيلومتر من صنعاء. إحنا يكفينا الذي فينا، ليش هذولا ما يشتوش نرتاح، والله لو هم ملائكة، مش خلاص تفاهموا الناس، ليش يكذبوا علينا بإسم الحياة يشتوا الموت، بيلعبوا بالنار... لا ألحقهم الله خير....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق