ايها الأعراب
لا فضل لكم، نعم لا فضل لكم أن نبي الإسلام
عربي، وهو القائل "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". لا فضل لكم أيها الاعراب، فالاسلام لم يكن
لينتشر لو أنه اعتمد عليكم. دين الله نشره المؤمنون من غيركم ممن كان لهم فضل في
العمل لخدمة دينه، ولو أعتمد عليكم، كان الآن لايزال في حدود مكة!
ألم تسمعوا قول الله "والاعراب أشد كفراً
ونفاقاً" هذا قول الله على لسان نبيه،
فأي حجة لكم؟ وأي فضل تدعونه؟. أيها الاعراب لقد انتشر دين الله بجهود غيركم
ونشأت حضارة اسلامية أثرت معارف البشرية، وكان معظم العلماء من المسلمين، نعم،
ولكنهم الأغلبية لم يكونوا عرباً، بل إن من وضع قواعد لغتكم ليس بعربي، وعظماء
وفلاسفة المسلمين لم يكونوا عرباً.
أيها الأعراب لقد أعطاكم الله شرفاً ببدء
رسالة الأسلام في بلادكم، ولكن لا فضل لكم في ذلك، فلا تدعوا أي فضل، ولا تعتقدوا
أنكم تمثلون الأسلام وأن لكم مكانة خاصة فيه. إنطلاق هذا الدين في دياركم أمر
أراده الله لحكمته، وليس لكم أي حق في إدعاء ملك هذا الدين أو التميز عن الآخرين،
إلا بتقواكم!.
من الله عليكم بما لم يعط غيركم من الأمم
والشعوب من ثروة، ومرة أخرى، لا فضل لكم أبداً فيها، فقد أكتشفها واستخرجها غيركم،
ولم يكن لكم يوماً فضلاً في شيء، فأصبحتم مستهلكين تجلبون كل ما ترديونه. بنيتم وشيدتم بلادكم دون فضل منكم، فغيركم هو
من يبني وغيركم هو من يشيد.
"يا أهل الكفر والنفاق"، كما وصفكم
الله، هأنتم اليوم برغم ما تجلسون عليه من ثروات ونعم من أسفل وأحط الأمم. هأنتم تعيشون أذلة مدحورين. بلدانكم مفككه، وشعوبكم متناحرة، وتعيشون في
ذيل العالم، فلا معرفة ولا تقدم ولا حضارة.
أنتم تعيشون مثل أرذل الأمم، فلا أحد يحترمكم، فأنت أكثر الشعوب تشرداً،
وأقلها ثراء، برغم ما تجلسون عليه من ثروة.
حياتكم يملؤها النفاق، نساؤكم مستضعفات مستعبدات. تدعون الفضيلة، وأنتم أكثر الشعوب فسقاً
وفاحشة، تدعون للحق وأنتم أكثر الأمم إنغماساً في ظلم الآخرين وظلم أنفسكم.
أيها الأعراب، هأنتم قد قسمتم دين الله إلى
نحل وملل متناحرة، وأنشأتم جماعات وعصابات شوهت دين الله وجعلت الحكيم ينفر
منه. ها هو صراعكم يزيدكم تشرداً وذله. ها هي بلادكم محتلة وأنتم محتقرون أينما
ذهبتم. فسقكم من جهة، وعنفكم من جهة،
وتجردكم من الإنسانية من جهة ثالثة جعلت العالم يزدريكم.
أيها الاعراب، يا أهل النفاق، هأنتم اليوم
تسلمون شأنكم لغيركم، وتعيشون عيش الأنعام.
بالأمس سلمتم العراق لألد أعدائكم، قدمتموه على طبق من فضة، ثم تناحرتم
بغبائكم وقصر تفكيركم فدمرتم دمشق وقضيم على طرابلس، واليوم بأيديكم تنسفون أقدم
عاصمة عرفتها الإنسانية، صنعاء.
أيها الاعراب، متى ما علمتم أنه لا فضل لكم،
ومتى ما تخليتم عن أوهامكم، ومتى توقف غنيكم عن إزرداء فقيركم، ومتى ما عملتم مثل
بقية شعوب الله، وسعيتم نحو تحقيق أحلامكم أنتم، فسيكون لكم أن تفخروا بأنفسكم،
أما اليوم فسحقاً، وتباً لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق