السبت، 4 يونيو 2011

الثورة الأخلاقية- من جديد

الثورة الأخلاقية- من جديد

عندما بدأت حركة الشباب قبل ما يزيد عن أربعة شهور رفعت شعارات محاربة الفساد وقد أنحرفت تلك الحركة عن مسارها بعد بضعة أسابيع ولأسباب متعددة، وللأسف فإن تخلي الحركة "الثورة" عن مبادئ إنسانية جعلتها في مهب الريح، وقد أثبتت الأيام ذلك حتى وصلت الحركة لنقطة النهاية ببدء المواجهات بين قبائل أبناء الشيخ الأحمر وقوات الأمن في صنعاء خلال الأسبوع الماضي.  قامت عناصر القبائل بالأستيلاء على عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، ويبدو أن ذلك جاء ضمن مخطط لفرض السيطرة على الجزء الشمالي من العاصمة تمهيداً لفرض الأمر الواقع وربما الإستيلاء على السلطة بشكل كامل.
عناصر القبائل ظلت في عدد من الوازارات والمؤسسات الحكومية لأيام بعد تردد الرئيس في مواجهتها، ولجوءه للوساطة القبلية التي سرعان ما أثبتت فشلها.  الغريب في الموضوع أنه بعد طرد تلك العناصر القبلية من تلك المؤسسات الحكومية لوحظ أنها تعرضت للنهب وليس التخريب فقط!
بالأمس كانت لي فرصة السفر على إحدى الحافلات المتجة لعدن، وقد كان بجواري أحد الشباب المتجهين إلى تعز.  كان الرجل قلقاً كثير الاستخدام للهاتف، وقد فهمت من مكالماته أنه دكتور صيدلي.   ظهر لي أنه ملتزم فحتى نغمة هاتفه تصدح بأغنية مدح للرسول صلى الله عليه وسلم.
في أثناء رحلتنا التي استمرت حوالي ثلاث ساعات كان إلى الجانب الآخر من الحافلة رجلين، وقد تلقى أحدهما مكالمة، "استشهد"، "لا"، "لاو حول ولا قوة إلا بالله"، قال أحدهما وهو يتحدث للهاتف، ثم توجه بالحديث للرجل المجاور له، قال "فلان استشهد في تعز"...... عندها انطلق الشاب بجواري.... "سهل سهل.... هو من شهداء الثورة... سهل سهل..."
ظهر واضحاً أن الشاب بجواري كان ممن ناصروا حركة الشباب... توجه نحوي بالكلام.. "الله يلعنهم اللقاء المشترك خربوا الثورة"... التزمت الصمت....
مرت الدقائق ولم يكن بيني وبين هذا الشاب الكثير من الكلام... سألني إن كنت أخزن... اجبته بالنفي.
عندما وصلنا إلى ذمار فإذا رفيقي الثائر يتصل  بشخص ما.  "قد الإدارة أتصلوا؟" قال متسائلاً.  " إذا اتصلوا قولوا لهم أني في الشارع الثاني.... عند.... او...." ... "إذا اتصلوا قولوا لهم هكذا".. " أنا راجع يوم السبت"...
مرة أخرى... نحن في أمس الحاجة لثورة أخلاقية.... لم تبدأ بعد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق