الاثنين، 10 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الأولى

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 1: ثلثين وثلث، ولا مابش:


منذ زمن بعيد، بعيد، وقريب، قريب، وفي إحدى ليالي رمضان التي باركها الله، وأهانها الناس، كنت عائداً على سيارتي، وكانت السماء قد أكرمت قلوب الناس التي حرمتها الأزمة من نعمة الأمان والإيمان بأمطار غزيرة. في تلك الليلة توقفت كعادتي عند تقاطع الطرق، أنتظر إشارة شرطي المرور الذي كانت يبدو نشيطاً يرفع يديه ليحث السيارات على الإسراع، في محاولة يائسة منه لتجنب غضب السائقين. تحركت كالعادة دونما استعجال، وقد وصلت بمحاذات المنبر الذي يعتليه الشرطي، ولم يكن بيني وبينه سوى سنتيمترات، حينها أندفعت سيارة نحو سيارتي كوحش وجد فريسته، وحدث ما لا يحمد. خرجت منفعلاً أشتم وألعن، فإذا شرطي المرور يؤشر لي بالحركة لكي لا أعطل المرور، ويقول: سيروا سدوا!... لم آخذ كلامه على محمل الجد، وليتني فعلت.

تحركت بسيارتي لأتوقف بعد أن تمكنت السيارة المعتدية من تجاوزي، وتوقفت بعد التقاطع مباشرة، وكان المطر لا يزال ينهمر. دعوت رجل المرور الذي لم يستجب لنداءاتي، برغم أنه كان يوجد رجل آخر يمكن أن يحل محله. لم أتمكن من أخذ أي حق من صاحب السيارة المعتدية الذي خرج فوراً ليتهمني بالخطأ، ولما كان لدي أطفال على السيارة، وبعد أن ملآت الأمطار قلبي بالرحمة، فقد أشفقت على نفسي، وأوكلت أمري إلى الخالق.

هناك على جانب الطريق كانوا ثلاثة يرقبون ما حدث، كانوا أصدقاء، ومازالوا، برغم مفرق الجماعات الذي لم يترك في بلادنا صداقة صافية، ولا حباً خالصاً...

قال الأول، وهو بدا لي ثورجياً: شفتوا كيف، الحقوق ضاعت في هذي البلاد، شفتوا كيف خرج المعتدي يزنط، هذا هو عمل النظام الفاسد، قلنا لكم لازم يسقط النظام، إسمعوا كلامي.

قال الثاني وهو بلطجي (لا شك) برغم أنه لم يكن يحمل صميل ولا شي: يا أخي ثورتكم هي سبب هذا. لو كان زمان على الأقل كان صاحبنا عيحصل ثلثين وثلث، مش أحسن؟
وصمت اليمنجي مراقباً الأثنين، بينما تابعتهم أنا، أنقل ما يدور بينهم بأمانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق