الأحد، 4 نوفمبر 2012

يوميات معيد- عدن


يوميات معيد

العيد فرصة للخروج من دائرة الروتين، ولكن أين الروتين في حياتنا، لقد أفتقدناه لذا فإن العيد كان مليئاً بالتأملات، كغيره من الايام، ولعل هذا هو الشيء الرتيب الذي أصبح يملأ حياتنا.

 

عدن

الطريق إلى عدن يشوبها الكثير من التوجس.  الأخبار تقول بأن هناك الكثير من الحوادث والإعتداءات خاصة على "الدحابشة".  الطريق بدا خالياً نسبياً، حركة السيارات تكاد تكون منعدمة، بأستثناء اسواق القات التي تخنق الطريق وتوقف الحركة، وكلما توجهت جنوباً كلما قلت الحركة.  التوجس يزيد مع وصولنا منطقة الشريجة ولكن سرعان ما يتبدد الخوف، فلا شيء غير عادي.  دقائق وتملأ أعيننا أعلام "الجنوب" كما تسمى، ولحظات ونمر بنقطة تفتيش عسكرية يرفرف فوقها علم اليمن.   بائعي الليمون والجوافة يستوقفونك بالقرب من أحد المطبات، وتواصل السير حتى المثلث الشهير.  بدت نقطة التفتيش الشهيرة بالقرب من "الجمارك" السابقة في وضع عادي، ولم نلحظ أي شيء استثنائي، بل أننا أحسسنا بأن الأمر طبيعي أكثر من اللازم!  معسكر العند بدا مهجوراً على غير عادته، وسرعان ما وصلنا إلى لحج...

الرمال تملاء جنبات الطريق والوادي بدا هادئاً بخضرته المعهودة.  الطريق المزدوج بدا مهترئاً على غير عادته.  تطالعنا بعض الدراجات النارية، أحدها عليه راكبان يمسك أحدهما ببندق آلي.

بدت عدن على الأفق.  ترى أي طريق نسلك؟  نصحنا بتجنب المنصورة، وكنت قد سمعت أيضاً بتجنب المعلا... ولا بد أن هناك العديد من الطرق الأخرى المقطوعة.  لحسن الحظ كانت لدي معرفة بالطرق وعرفت ان طريق التسعين الدائري هو الأنسب.  على جانبي الطريق بدت العديد من الفنادق مقفلة.  الفنادق التي كانت في الماضي تمتلىء بالنشاط في مثل هذا الوقت كانت أبوابها مؤصدة.... بعض الفنادق فقط ظهرت على أبوابه بعض السيارات.

الطريق البحري بدا شاحباً، مع شحوب البحر الذي أنحسرت مياهه عن وحل على مساحات واسعة، ويبدو أن الطيور بدورها وجدت مأوى آخر فظهرت أعداد قليلة منها.

الطرق مليئة بالأوراق واكياس البلاستيك والمخلفات الأخرى... لوحة تندد "بالقتل" ... أعلام "الجنوب" وأخيراً وصلنا إلى المعلا.  بدت شاحبة كغيرها من مناطق عدن التي مررنا بها.  أطلال.. صور بأسماء "شهداء"... عبارات مختلفة..... فوضى... العمارات الشهيرة بدت كشاهد على معركة قامت وكأنها تشكو من إضرارها لشهادة تلك المعركة.

مرة أخرى شوارع شاحبة ووجوه شاحبة، منذ سنتين في مثل هذا الوقت من العام كانت الطرق تزدحم بالسيارات، أما الآن بدت على العكس من ذلك هادئة.  عبارات على الجدران " الجنوب الحر"  "استمر يا علي"  " على الحراكيش"  "أفديك بروحي يا جنوب"....  منتجع العروسة الشهير بدا هادئاً وبدون صعوبة وجدت غرفة.

كنت قبل ذلك توقفت لشراء بعض المشروبات وادوات اللعب الشاطئية.  بدا البائعان مسروران لرؤيتنا وأبديا غبطة.

الفندق كان كمن يقاوم التيار.  خدماته تقلصت إلى الحد الأدنى وبدا أن الجميع غير راض عن الوضع برغم أن معظم الغرف كانت مشغولة....

البحر وسحره، الشاطىء، الرمال الذهبية الناعمة... كلها بقيت شاهدة على عظمة المكان.  قضينا أوقاتاً جميلة... لاحظنا وجود قوارب للشرطة كانت تروح وتجيء وفجأة تذكرت أننا في موقع قد يكون مستهدفاً كونه يتبع مؤسسة الجيش!  لكني احسست بالراحة وانا أرى رجال الأمن يجوبون الشاطئ والقوارب تحرس البحر.  إمتلأ الشاطئ بالرواد.. من سكان عدن، كما من الزوار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق