الأربعاء، 30 مارس 2011

قاموس مصطلحات الثورة - التغيير

قاموس مصطلحات الثورة- التغيير


30 مارس 2011

مع مرور الأيام تتغير المصطلحات وتتبدل.   الكلمات تبدأ بمعنى، وتنتهي بمعنى آخر.  في زمن كالذي نعيشه، ومع تغير وتبدل الأمور وتسارع الأحداث تختلط الأمور بسبب تغير المفاهيم والمعاني.  في هذه المساحة أحاول متابعة بعض المصطحات والكلمات المتداولة وربما محاولة فهم معناها وما يطرأ عليها.

التغيير:  من أهم الكلمات المتداولة ولعلها أهم كلمة ظهرت منذ بدايات شهر فبراير الماضي.  التغيير كلمة جذبت الملايين من اليمنيين على مختلف أهوائهم وثقافاتهم.  التغيير في بادئ الأمر فهم منه إستبدال الأسس السليمة بأسس بالية أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية.  التغيير كان يعني التخلص من نظام فاسد إستمر لسنوات معتمداً على تخريب القيم الأخلاقية للناس، ومستخدماً مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" لتحقيق بقائه، بحيث أصبح بقاؤه هو الهدف دون سواه.
التغيير كان يعني إنشاء نظام جديد لا يعتمد على قوى التأثير في البلد، بل يعتمد على قاعدة العدل والمصلحة العامة.  نظام تذوب فيه الفئات تحت مظلة العدل والقانون.  نظام يكون فيه الفرد حراً، ويكون فيه الحاكم أجيراً يؤدي عمله.  نظام يتساوى فيه الجميع أمام القانون ولا يستثنى منه غني ولا شيخ ولا رئيس.
التغيير كان يعني إستثناء أولئك الذين أساءوا للبلد والناس.  أولئك الذي عطلوا القانون، استغلوا سلطاتهم لمصالح ذاتية، نهبوا المال العام والخاص، عطلوا مصالح الناس، استخدموا الدولة لتنفيذ أجنداتهم الخاص، وظلوا دائماً خارج نطاق المساءلة والعقاب.
التغيير كان يعني صنع آفاق جديدة تنطلق منه اليمن من نظام سياسي يشمل الجميع، إلى نظام إقتصادي وإجتماعي عادل، يوفر فرص النمو ويخلق للناس مستقبلاً يليق بكل مجتهد.
التغيير كان يعني معاقبة ومحاسبة كل من أساء بحسب إساءته.  إعطاء كل ذي حق حقه.
هذا هو التغيير كما فهمه عامة الناس منذ بداية الثورة منذ أسابيع، والآن لنتساءل ما بقي منه مع مرور الأيام.
التغيير الآن هو: سقوط علي عبدالله صالح.. هذا هو المرادف للتغيير في ذهن الشباب وغيرهم مع مرور ستة أسابيع من عمر الثورة.  لقد توارت الأهداف الأخرى مع تطور الأحداث.
الأحزاب المعارضة والمتناقضة، الفاسدون، المرتشون، المتنفذون، أعمدة النظام الحالي، وآخرون في الطريق هم الآن من أعمدة للثورة، وسط ترحيب.
أفق التغيير تضيق كل يوم، وآمال التغيير تتحول إلى كابوس يؤرق الحالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق