الأربعاء، 30 مارس 2011

ماذا يريد الشباب الثائر؟

ماذا يريد الشباب الثائر؟

30 مارس 2011

سؤال مهم يتردد عما يريده الشباب الثائر في مختلف أنحاء اليمن.  لعله من الصعب الوصول لقائمة موحدة بأهداف الشباب من الثورة، لكن الحديث معهم ومتابعة ما يصدر عنهم يوفر لنا بعض الإجابة عن هذا السؤال.

في تونس، كما في مصر، خرج الشباب وغير الشباب يطالبون بإسقاط نظامين الأول صادر حرية المجتمع ووضعها ضمن إطار حزب واحد ولمصلحة فرد واحد، أما الثاني فقد إستغل سلطته ليبقى على رأس الحكم، أعطى بعض الحرية للعامة، لكنه حارب الفعاليات السياسية، استخدم كل وسيلة متاحة لحماية نفسه، وحرم الآخرين من الوصول، إستخدم أجهزة الأمن لقمع معارضيه، وكون منظومة للحماية كان من الصعب إختراقها.

في اليمن خرج الشباب يطالبون بالتغيير، تغيير النظام.  خرج الناس يملؤهم الأمل أن يكون التغيير فرصة لتحقيق طموحاتهم المختلفة والوصول لمستقبل أفضل.  في اليمن أصبح الرئيس أيضاً هو الهدف للتغيير وذلك لأنه عمل على مدى سنوات في تعزيز سلطته عبر أفراد أسرته وأقربائه.  أكثر من 40 من أقرباء الرئيس يمسكون بمفاصل مدنية وعسكرية في البلد.  هذا البلد الذي يعاني من فشل إثر آخر.  إذن وضع الشباب هدفاً محدداً رأوا أنهم من خلاله سيحققون حلم التغيير.

جاء الرئيس ليقدم تنازلاً تلو الآخر، وظل الشباب على موقفهم... رحيل الرئيس.  رحيل الرئيس عن الحكم أصبح المطلب الرئيسي والوحيد.  ما يبدو أن الشباب لا يريد الحديث عنه هو ما بعد الرئيس (وفي إعتقادي أن ذلك بتأثير من أحزاب اللقاء المشترك التي تؤجل الحديث عما بعد الرئيس خوفاً من الصراع القادم فيما بينها).  رحيل الرئيس قد يؤدي لتغيير، ولكن هل هو التغيير الذي نطمح له.

عندما يتم النقاش يقول الشباب أنهم سيظلوا حتى لو رحل الرئيس لحين تحقيق جميع مطالبهم، آخذين بذلك تجربة الشباب في مصر كمثال. الإختلاف الذي يهمله الشباب هو عدم وجود قوة ضامنة مثل قوة الجيش في مصر.  فلو إفترضنا أن الرئيس سيرحل غداً، ولو إفترضنا تولى مجموعة ما زمام الأمور فما هي "السلطة" التي ستتمتع بها المجموعة الجديدة لكي تتمكن من تلبية طلبات الشباب، حتى ولو رغبت في ذلك؟.

الأمر الآخر أنني لاحظت أثناء النقاش مع الشباب حول أولئك الذين "ركبوا" موجة الثورة عدد من ردود الأفعال المختلفة:
المجموعة الأولى: ترى أن ركوب أولئك موجة الثورة يزيدها قوة وهو لن يؤثر عليها، لأن الشباب ضمانة لتحقيق أهداف الثورة.
المجموعة الثانية: تقول أن إستخدام الشباب لهؤلاء لا يعدو أن يكون إستراتيجية مرحلية، بل ويزعمون أنهم سيحاكمونهم مستقبلاً ويقتصوا منهم بما فعلوه في الماضي.
المجموعة الثالثة: وهي مجموعة لاحظت أنها تتسع في الفترة الأخيرة ترى أن الأحق بالسلطة هم الشباب أنفسهم، وهم من يجب أن يحكموا في المستقبل، دون الأحزاب وغيرها من مراكز القوى.

إذن فمطالب الشباب بالتغيير ليست مجرد تغيير أنظمة بل هو رغبة في تولي مقاليد الأمور، بحيث يصبح الشباب طرفاً في السلطة.  هذا التطور في فكر الشباب لم نره في مصر ولا في تونس.  السؤال هو هل الشباب جاهزون لتحمل مثل هذه المسؤولية؟  وما الذي دفعهم لهذا النوع من التفكير وهو أشبه بتفكير فئة تسعى للسلطة أكثر من جماعة ثورة تسعى لإصلاح الحال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق