شاءت الأقدار أن أخرج من منزلي متأخراً بعد عصر يوم 17 أبريل. أستقليت أول سيارة تاكسي وصلت بعد أن رأيت حشوداً من رجال الأمن المركزي والقبائل يتأهبون وكأنهم ينتظرون شيئاً، تحرك التاكسي حتى وصلنا لبداية شارع المحروقات، فإذا الشارع يقطع بواسطة مجموعة من المتظاهرين يسيرون رافعين يافطات ويصيحون بشعارات مختلفة، إرحل، ستحاكم، ...... أنعطف سائق السيارة عائداً لمحاولة الخروج من الشوارع الفرعية، ولكن ما أن وصلنا لشارع الجزائر حتى كان قد أقفل.
طلب مني سائق التاكسي الذي بدا وقحاً أكثر من اللازم بأن أواصل سيري لأنه لن يستطيع أيصالي، وطلب مني مبلغاً كبيراً بحجة أن "الوقت مظاهرة"....
خرجت من السيارة ودرت في الشوارع الفرعية محاولاً أيجاد مكان لتجاوز المظاهرة، فإذا بي أسمع أصوات طلقات، وما هي إلا لحظات حتى إمتلأ الجو برائحة الغاز، وبدأت الدموع تنزل من عيني. لاحظت الكثير من الناس على أبواب بيوتهم يلحظون المارة وينتظرون. أتجهت لأقرب بقالة فإذا الكثير من الناس قد سبقني لشراء "البيبسي" أما أنا فأشتريت قنينة ماء وعدت أحاول قطع شارع المحروقات. لاحظت عدد من الأشخاص يجوبون الشارع، أختلط علي الأمر هل هم من المتظاهرين أم السكان أم ما يطلق عليهم "البلاطجة"....لم يكونوا يقومون بشيء يذكر غير الحركة والملاحظة.
عندما عدت كان رجال الأمن المركزي لا يزالوا وسط شارع المحروقات والشارع يمتلئ بالأحجار والمخلفات، والمياه، ولكن المتظاهرين كانوا قد أختفوا.... تفرق الجمع وذاب في المحيط.
بينما كنت أمر في الشوارع الجانبية لاحظت أن بعض سكان البيوت يخرجون أشخاصاً منها. شباناً ربما في الخامس عشرة من العمر، يرتدون الزي التقليدي. تبدو على أعينهم البراءة والحيرة أكثر من أي شيء آخر. سألت أحدهم فقال أنهم هربوا ودخلوا من فوق الأسوار..
واصلت سيري حتى وصلت شارع الجزائر. بدا الشارع هادئاً لكنه كان كساحة حرب إنتهت منذ دقائق. يغطي الشارع مئات من الأحذية، المياه، وبقايا الأحجار التي أكتشفت أنها انتزعت من الرصيف. كان جنود الأمن المركزي مازلوا يمنعون السيارات من الدخول، بينما لاحظت عمال النظافة يقومون يتجميع المخلفات.
على الرصيف الوسطي كان هناك شرطي من الأمن المركزي يحمل درعاً بدا أطول منه. إلتف حوله مجموعة من الشباب الذين يبدو أنهم جاءوا من أحد المعاهد القريبة لأنهم كانوا يحملون حقائب وكتب. كان الشرطي يحكي بحماس شديد كيف تمكنوا من تفريق المتظاهرين. أبدى الشباب حماسهم أيضاً وتمموا "الله يعينكم".
على بعد خطوات كان هناك تجمع من الناس حول أحد البيوت. كان بيتاً متواضعاً، لعله الأكثر تواضعاً في المنطقة مبني من الطوب الأسمنتي الغير مغطى، لاحظت أن نوافذ البيت مكسورة، علمت بأن المتظاهرين قذفوا النوافذ بالحجارة لأنه "كانت هناك صورة للرئيس على جدار البيت" قيل لي أن تلك الصورة قديمة.
عشرات من جنود الأمن المركزي مازالوا متأهبين على جوانب الشارع، يحملون عصيهم.
واصلت طريقي، بينما كانت سيارات الإسعاف تجوب المكان.
" أذكر بأن الأعلام سيعلن حتماً عن مليونية جديدة..... "
فلاش: صورة شارع الجزائر تغطيه الأحذية...
صورة الشبان المراهقون وهم يخرجون من البيوت
صورة الشيخ الملتحي يشتري كمية كبيرة من ال "بيبسي"....
صورة شباب مراهقون يبدو أنهم من سكان المنطقة يحملون العصي....
طلب مني سائق التاكسي الذي بدا وقحاً أكثر من اللازم بأن أواصل سيري لأنه لن يستطيع أيصالي، وطلب مني مبلغاً كبيراً بحجة أن "الوقت مظاهرة"....
خرجت من السيارة ودرت في الشوارع الفرعية محاولاً أيجاد مكان لتجاوز المظاهرة، فإذا بي أسمع أصوات طلقات، وما هي إلا لحظات حتى إمتلأ الجو برائحة الغاز، وبدأت الدموع تنزل من عيني. لاحظت الكثير من الناس على أبواب بيوتهم يلحظون المارة وينتظرون. أتجهت لأقرب بقالة فإذا الكثير من الناس قد سبقني لشراء "البيبسي" أما أنا فأشتريت قنينة ماء وعدت أحاول قطع شارع المحروقات. لاحظت عدد من الأشخاص يجوبون الشارع، أختلط علي الأمر هل هم من المتظاهرين أم السكان أم ما يطلق عليهم "البلاطجة"....لم يكونوا يقومون بشيء يذكر غير الحركة والملاحظة.
عندما عدت كان رجال الأمن المركزي لا يزالوا وسط شارع المحروقات والشارع يمتلئ بالأحجار والمخلفات، والمياه، ولكن المتظاهرين كانوا قد أختفوا.... تفرق الجمع وذاب في المحيط.
بينما كنت أمر في الشوارع الجانبية لاحظت أن بعض سكان البيوت يخرجون أشخاصاً منها. شباناً ربما في الخامس عشرة من العمر، يرتدون الزي التقليدي. تبدو على أعينهم البراءة والحيرة أكثر من أي شيء آخر. سألت أحدهم فقال أنهم هربوا ودخلوا من فوق الأسوار..
واصلت سيري حتى وصلت شارع الجزائر. بدا الشارع هادئاً لكنه كان كساحة حرب إنتهت منذ دقائق. يغطي الشارع مئات من الأحذية، المياه، وبقايا الأحجار التي أكتشفت أنها انتزعت من الرصيف. كان جنود الأمن المركزي مازلوا يمنعون السيارات من الدخول، بينما لاحظت عمال النظافة يقومون يتجميع المخلفات.
على الرصيف الوسطي كان هناك شرطي من الأمن المركزي يحمل درعاً بدا أطول منه. إلتف حوله مجموعة من الشباب الذين يبدو أنهم جاءوا من أحد المعاهد القريبة لأنهم كانوا يحملون حقائب وكتب. كان الشرطي يحكي بحماس شديد كيف تمكنوا من تفريق المتظاهرين. أبدى الشباب حماسهم أيضاً وتمموا "الله يعينكم".
على بعد خطوات كان هناك تجمع من الناس حول أحد البيوت. كان بيتاً متواضعاً، لعله الأكثر تواضعاً في المنطقة مبني من الطوب الأسمنتي الغير مغطى، لاحظت أن نوافذ البيت مكسورة، علمت بأن المتظاهرين قذفوا النوافذ بالحجارة لأنه "كانت هناك صورة للرئيس على جدار البيت" قيل لي أن تلك الصورة قديمة.
عشرات من جنود الأمن المركزي مازالوا متأهبين على جوانب الشارع، يحملون عصيهم.
واصلت طريقي، بينما كانت سيارات الإسعاف تجوب المكان.
" أذكر بأن الأعلام سيعلن حتماً عن مليونية جديدة..... "
فلاش: صورة شارع الجزائر تغطيه الأحذية...
صورة الشبان المراهقون وهم يخرجون من البيوت
صورة الشيخ الملتحي يشتري كمية كبيرة من ال "بيبسي"....
صورة شباب مراهقون يبدو أنهم من سكان المنطقة يحملون العصي....
هذه المرة جات سليمة يا قيس. لكن مش كل مرة تسلم الجرة. اهجع في البيت.
ردحذف