في مثل هذه الظروف دائماً ما تعود المقولات المشهورة، وكثيراً ما تتردد على ألسنة الناس، وتلك المقولات نتائج لتجارب سابقة، وهذه التجارب تكرر نفسها في أحداث مشابهة، وما أبرع الإنسان اليمني في تسجيل الحوادث على شكل دروس.
في المثل اليمني "الماكل مع الذيب المغور مع الراعية".....
لعل الموضوع الذي طرح على الناس هو كيف يستطيع النظام تمويل الجماعات المؤيدة له، وقد ظهرت نظريات عديدة وأقوال وأفلام وحكايات.. إلخ توضح كيف يقوم النظام بإستغلال المال العام لتمويل أنصاره. لسنا هنا بصدد بحث هذه القضية ولكن لنطرح السؤال المقابل...
من أين يتم تمويل القاطنين في شوارع ساحة التغيير؟
في بداية الأمر كان عدد المشاركين في الإعتصامات صغير، وكان هؤلاء يعتمدون على أنفسهم وأقربائهم بدعمهم بالمواد اللازمة من مأكولات وغيرها. كان الأمر مقبولاً أن يبقي إنسان لعدة أيام في "المعتصم" بينما تقدم له أسرته أو مؤيدوه الدعم اللازم، بل وظهر بعض المؤيدون يقدمون الدعم والمال.
الآن وبعد مرور أسابيع على بدء الإعتصام وبقاء بضعة آلاف من الناس في الساحة وبشكل دائم لا بد أن نطرح مسألة التمويل. من أين يأتي هؤلاء بأحتياجاتهم؟ وكيف يوفرونها؟....
بالطبع فإن الأمر لا يمكن أن يكون عبر "المتبرعين" ممن يدعون القضية، فهؤلاء ومهما كانت إمكانياتهم لن يتمكنوا من تمويل آلاف من المعتصمين ولأيام تزيد عن 60 يوماً حتى الآن. فلو إفترضنا أن متوسط عدد الموجودين في ساحة الإعتصام بشكل دائم هو 5 آلاف شخص (على الأقل)، ولو إحتاج كل شخص ل 1500 ريال يومياً، فذلك يعني الحاجة ل 7.5 مليون ريال يومياً. أضف إلى ذلك الأحتياجات الأخرى من أنشطة عديدة تتم في الساحة إعلامية وغيرها... أي أن هناك حاجة لما يزيد عن 50 مليون ريال للتمويل المباشر للساحة...
الأمر لا ينتهي هنا... هؤلاء الآلاف لديهم أيضاً مسئوليات. الكثير منهم لديهم أسر يرعونها، وأعمال. الكثير منهم ليسوا "شباب عزاب" وإنما موظفون وعمال... من الذي يغطي حاجاتهم خارج الساحة. حاجتهم لتمويل أسرهم ورعاية من يعولون؟
في الأسابيع الأولى للإعتصام لم يكن هناك "جماعة مالية"، وكان الإعتماد على تمويل المتعصمين لأنفسهم هو السائد. لكن اليوم أصبح للساحة "وزارة مالية- إن صح التعبير"... من أين تأتي الأموال؟
ممن أعرفهم أشخاص موظفون ممن قرروا الإلتحاق بالساحة. منهم من ترك عمله، سواء عمله الخاص أو عمله كموظف في الحكومة. ممن أعرفهم أناس لن يتمكنوا من الإستمرار في الإعتصام دون وجود من يعيل أسرهم. ممن أعرفهم من ينتظرون مرتب الحكومة في نهاية الشهر لتغطية حاجة أسرته.
نعم هناك الكثير من الشباب العاطل عن العمل، أو أولئك الذين ليست لديهم أية مسئولية، لكنهم يظلون أقلية....
اليوم تقوم قوات علي محسن بحراسة المعتصمين. هل سأل أحدهم كيف تمول تلك القوات نفسها بعد إعلانها "التمرد" على النظام القائم؟ هل خطر ببال أحدنا كيف يتسلم أولئك مرتباتهم، ومن أين يأتي تمويل أكلهم واحتياجاتهم اليومية؟
اليوم الكثير من الموظفين- خاصة المدرسين- الذين تركوا مدارسهم وأعتصموا في الساحة، وعندما تم إيقاف مرتباتهم خرجوا في مسيرة ليطالبوا "بحقوقهم" كما يقولون.
لا شك أننا لن ننسى المثل اليمني- يا ماكلين مع الذئب يا مغورين مع الراعية..... وأضيف- ارحمونا...
في المثل اليمني "الماكل مع الذيب المغور مع الراعية".....
لعل الموضوع الذي طرح على الناس هو كيف يستطيع النظام تمويل الجماعات المؤيدة له، وقد ظهرت نظريات عديدة وأقوال وأفلام وحكايات.. إلخ توضح كيف يقوم النظام بإستغلال المال العام لتمويل أنصاره. لسنا هنا بصدد بحث هذه القضية ولكن لنطرح السؤال المقابل...
من أين يتم تمويل القاطنين في شوارع ساحة التغيير؟
في بداية الأمر كان عدد المشاركين في الإعتصامات صغير، وكان هؤلاء يعتمدون على أنفسهم وأقربائهم بدعمهم بالمواد اللازمة من مأكولات وغيرها. كان الأمر مقبولاً أن يبقي إنسان لعدة أيام في "المعتصم" بينما تقدم له أسرته أو مؤيدوه الدعم اللازم، بل وظهر بعض المؤيدون يقدمون الدعم والمال.
الآن وبعد مرور أسابيع على بدء الإعتصام وبقاء بضعة آلاف من الناس في الساحة وبشكل دائم لا بد أن نطرح مسألة التمويل. من أين يأتي هؤلاء بأحتياجاتهم؟ وكيف يوفرونها؟....
بالطبع فإن الأمر لا يمكن أن يكون عبر "المتبرعين" ممن يدعون القضية، فهؤلاء ومهما كانت إمكانياتهم لن يتمكنوا من تمويل آلاف من المعتصمين ولأيام تزيد عن 60 يوماً حتى الآن. فلو إفترضنا أن متوسط عدد الموجودين في ساحة الإعتصام بشكل دائم هو 5 آلاف شخص (على الأقل)، ولو إحتاج كل شخص ل 1500 ريال يومياً، فذلك يعني الحاجة ل 7.5 مليون ريال يومياً. أضف إلى ذلك الأحتياجات الأخرى من أنشطة عديدة تتم في الساحة إعلامية وغيرها... أي أن هناك حاجة لما يزيد عن 50 مليون ريال للتمويل المباشر للساحة...
الأمر لا ينتهي هنا... هؤلاء الآلاف لديهم أيضاً مسئوليات. الكثير منهم لديهم أسر يرعونها، وأعمال. الكثير منهم ليسوا "شباب عزاب" وإنما موظفون وعمال... من الذي يغطي حاجاتهم خارج الساحة. حاجتهم لتمويل أسرهم ورعاية من يعولون؟
في الأسابيع الأولى للإعتصام لم يكن هناك "جماعة مالية"، وكان الإعتماد على تمويل المتعصمين لأنفسهم هو السائد. لكن اليوم أصبح للساحة "وزارة مالية- إن صح التعبير"... من أين تأتي الأموال؟
ممن أعرفهم أشخاص موظفون ممن قرروا الإلتحاق بالساحة. منهم من ترك عمله، سواء عمله الخاص أو عمله كموظف في الحكومة. ممن أعرفهم أناس لن يتمكنوا من الإستمرار في الإعتصام دون وجود من يعيل أسرهم. ممن أعرفهم من ينتظرون مرتب الحكومة في نهاية الشهر لتغطية حاجة أسرته.
نعم هناك الكثير من الشباب العاطل عن العمل، أو أولئك الذين ليست لديهم أية مسئولية، لكنهم يظلون أقلية....
اليوم تقوم قوات علي محسن بحراسة المعتصمين. هل سأل أحدهم كيف تمول تلك القوات نفسها بعد إعلانها "التمرد" على النظام القائم؟ هل خطر ببال أحدنا كيف يتسلم أولئك مرتباتهم، ومن أين يأتي تمويل أكلهم واحتياجاتهم اليومية؟
اليوم الكثير من الموظفين- خاصة المدرسين- الذين تركوا مدارسهم وأعتصموا في الساحة، وعندما تم إيقاف مرتباتهم خرجوا في مسيرة ليطالبوا "بحقوقهم" كما يقولون.
لا شك أننا لن ننسى المثل اليمني- يا ماكلين مع الذئب يا مغورين مع الراعية..... وأضيف- ارحمونا...
ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.ارحمونا.
ردحذف