الاثنين، 25 أبريل 2011

الصادق

صادق، عرفته منذ حوالي سنتين، شاباً تخرج من جامعة صنعاء قسم اللغة الأنجليزية، بدأ بالبحث عن عمل، حدثني ذات مرة يطلب مساعدته في الحصول على عمل، وقتها عرفت أنه عمل لفترات قصيرة وأشتكى من كثرة العمل مع "قلة الراتب".  نصحته بأن يعمل ولو "بدون مقابل" فذلك سيمكنه من إكتساب بعض الخبرة الضرورية، لم يبد حماسة كبيرة لفكرتي.

يتصف بالهدوء، متردد في الحديث مع الناس، هكذا عرفته.  قبل أكثر من شهرين حدثني عن "الثورة".  أخبرني بحماس بأنه يذهب ويشارك في الساحة، وأكد لي أن هدفه هو التغيير، وذكرني بأنه لم يحصل على عمل بعد وأن "الفساد" هو السبب في ذلك.  عجبت لحماسه المفاجئ، ومما أثار عجبي أن موقفه ذلك يأتي مخالفاً لموقف أبوه الذي وصف الشباب والمطالبين بالتغيير "بالمخربين".  الأب أشتكى من إبنه الذي يذهب لساحة التغيير.

بالأمس فقط ألتقيته بعد أسابيع، كعادته لم يتحدث كثيراً، رد بإقتضاب على سؤالي عنه.  سألته إن كان إسمه قد ظهر ضمن قائمة الموظفين الجدد التي أعلنت عنها الحكومة، أجاب النفي قائلاً أن القائمة شملت فقط المتخرجين حتى 2006م.

بعدها ألتقيت الأب فسألته عن أحوال إبنه، أجاب الأب بأن صادق يشترك في مجموعة للمتطوعين الذين يدرسون في عدد من المدارس الحكومية، قال بأنه تم طلب متطوعين من الخريجين لتغطية العجز الذي خلفه غياب بعض المدرسين (أو إضرابهم) في أمانة العاصمة نتيجة للاحتجاجات والإعتصامات، وقد أبدى صادق الحماس لذلك وألتحق بالمجموعة.

ما أثارني أن صادق إقتنع أخيراً بأن يعمل "متطوعا" وذلك لا شك سيفتح أمامه أبواباً للعمل، أما ما أثار إعجابي أن صادق الذي أكد لي أنه ضمن قوائم الشباب المطالبين بالتغيير قد بدأ بنفسه، فها هو يساهم في خدمة مجتمعه، ويقدم رسالة إنسانية لتعليم الأطفال.

صادق، لم يمنعه إلتزامه بدعم حركة الشباب عن التطوع لتغطية العجز الذي خلفه زملاء له أختاروا أن يعتصموا ويتركوا مهامهم كمعلمين.  صادق لا يرى تناقضاً بين دعمه لحركة التغيير، وما يؤديه من عمل "تطوعي" لخدمة مجتمعه، ما قد يبدو في أول وهله ضد تلك الحركة.

صادق .... مثال للتغيير الذي يجب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق