الجمعة، 8 أبريل 2011

الثورة والتغيير في اليمن....إقلع بصلة، إغرس ثومي

جاء التغيير كشعار للثورة في اليمن، والمرجو هو أن يكون معنى التغيير هو التخلي عن الأسس المغلوطة لقيم وأخلاقيات المجتمع، والتي أصابها العطب عبر عقود من الفساد وسيطرة مراكز القوى على أسس الحياة وسعيها لتعزيز ثرواتها ومصالحها على حساب المجتمع، التغيير هو وضع أسس جديدة مبنية على معايير أخلاقية، تعارف عليها البشر، معايير من الصدق والعدالة.

عبر أسابيع من الاحتجاجات أصاب الكثير منا الإحباط...... واليكم بعض المشاهد التي شابت مسيرة "التغيير في اليمن":

- إنضم للتغيير عناصر ملوثة إنتهازية... بدأت بعناصر الأحزاب من المشترك، فالإصلاح هو الذي دعم نظام صالح لعقود، وزعيم الإصلاح الشيخ الأحمر هو من مدد فترة صالح الرئاسية، وعدل الدستور، ودعا أتباعه لدعم الرئيس في مواجهة مرشح المشترك نفسه.  الإصلاح يتحدث اليوم عن تغيير فوري والبعض منهم عن "خلافة إسلامية" ...

في الجهة المقابلة يتحدث الإشتراكي عن تغيير وهو حزب شمولي حكم جنوب اليمن لسنوات ولم يحقق الكثير، يتحدث عن التغيير وعن الإنفتاح بشكل يجعل المتلقي يعجب في الوقت الذي لم يقم الحزب منذ إنشائه بتغيير أي من مبادئه لتواكب الواقع الجديد.

يضاف لذلك العناصر القبلية التي تمتلك المال، وتسعى لتعزيز سلطتها، مما سيخلق وصفة مثالية للفساد في المستقبل، وعناصر من الجيش والنظام الحاكم، كانت لسنوات أعمدة له واليوم تقدم نفسها كعناصر للثورة... بل وقيادات لها.

- سعت عناصر كثيرة من "ثورة التغيير" لتزييف الحقائق والتهويل وزرع الخوف بين أوساط المجتمع ويبدو أن ذلك بغرض إثبات أن التغيير ضروري مع أن ذلك جعل الكثيرين يعيدون النظر في موقفهم من الفئات المحسوبة على التغيير، وربما أدى ذلك إلى إنضمامها للجماعات المؤيدة للنظام.

- بدأت جماعات التغيير تقول "من ليس معنا فليس منا"  وظهر الكثير من المتعصبين الذين لا يهمهم شيء بقدر ما يهمهم "الإنتصار" على النظام القائم، فصوروا "الثورة" شيئاً مقدس، بل وأضفوا عليه القدسية، وسموا الضحايا بالشهداء، ومارسوا ويمارسون الإرهاب بشتى أشكاله، فدخلوا البيوت داعين الناس ومحذرين من عدم المشاركة في الإعتصامات والإحتجاجات، قطعوا الطرق، وحاولوا تعكير صفو الحياة...

- يعجب المرء أية مبادئ تلك التي يروج لها المحسوبون عن التغيير وإليكم بعض المشاهد:
1. سعى أولئك لإغلاق جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات، ولم يكن ذلك مجرد إضراب محدود بل تعدى ذلك إلى فرض هذا الإغلاق بالقوة عبر سد المنافذ لجامعة صنعاء مثلاً، وإرهاب من يريدون مواصلة التعلم.  ترى ما هي نظرة أولئك لهذا الوضع حيث يفرضون حرمان الطلاب من التعليم ليس لأيام بل لأشهر طالت.
2. قام المحسوبون على التغيير من المدرسين بالتغيب عن المدارس منذ أسابيع، وفي نفس الوقت قاموا بترهيب المعلمين الموجودين وإدارات المدارس، وفي نفس الوقت قامت تلك المجموعات بالتظاهر "مطالبة بصرف أجورهم عندما تم وقفها"... فالثورة جاءت لتكافئ المتغيبين عن أداء واجبهم، وليت الأمر إقتصر على إضراب لأيام، بل حرمان لآلاف الطلاب من التعليم لأسابيع.... ومثل ذلك كانت المدارس الخاصة المحسوبة على التغيير والتي أغلقت أبوابها.  حتى التعليم ورسالته السامية تحول لدى الكثيرين لورقة سياسية.
فإذا كان هذا هو فكر هذه المجموعات ومازالوا في جانب الإحتجاج، فكيف سيكون موقفهم عندما يكونوا في جانب السلطة؟...
3. مثل المدارس، يقوم الكثيرون من المحسوبين على التغيير بالتغيب عن أعمالهم، والإهمال في أداء واجباتهم المهنية، وهؤلاء لا يضحون، بل ينتظرون إستلام أجورهم كاملة في نهاية الشهر... فهم "ثوار"....

التغيير... كان ينتظر أن يكون مرادفاً للعدالة... فقط العدالة، ولكن يبدو أننا نفرط في التفاؤل....

هناك تعليق واحد: