الاثنين، 25 أبريل 2011

بين الخير والشر

نحلم دائماً بعالم تملؤه السعادة، عالم يسود فيه العدل والمساواة، عالم يسوده الخير.  تلك آمال البشر وأحلامهم منذ خلق الله الإنسان على الأرض، وذلك سعي بني البشر.....

مثلما يوجد الخير في نفوس الناس، يوجد كذلك الشر، فلا خير كامل، ولا شر كامل. غالباً ما نهمل هذه الحقيقة في سعينا نحو الحياة، فمنا من تأخذه الحياة إلى عوالم يغلب عليها الخير فيعيش حياة مستقرة يشعر فيها بالأمان ويمضي فيها يعمل، ومنا من يعيش في عوالم يزيد فيها الشر، ولكل إنسان قدرة على أدراك الخير والشر فالبشر ليسو متساوين، وبحسب الإدراك يتكون موقف الإنسان.

عندما نتعرف على إنسان ننظر فيه، قد يكون طيباً خيراً فننجذب إليه.  تمر الأيام فنكتشف جوانب أخرى من ذلك الإنسان تختلف عن طبائعه التي ظهرت في بادئ الأمر.  نكتشف جوانب "الشر"، ماذا نفعل؟ .....قد يؤدي ذلك إلى عزوفنا ونفورنا، أوقد نبرر لهذا الإنسان هذا "القصور".

سئم الكثيرون منا في اليمن ما نحن عليه.  سئمنا إختلال موازين الحياة، رأينا الظلم و "الشر" يسود، ورأينا "الخير" يضمحل يوماً فيوم.  رأينا الناس يستسلمون للواقع، يسيرون في ركب الحياة، يديرون شئونهم حسبما أتفق، منهم من لا يدرك شيئاً، تأخذه الحياة ويصارع ويمضي بحياته، ومنهم من يؤلمه الواقع، يحاول التكيف معه، يعمل وتظل غصة في حلقه، يأمل بمستقبل أفضل، ومنهم من يرى الحياة صراع مستمر فلا يكاد يرى حاجة غير "الفوز" بما أستطاع الوصول إليه.

جاءت حركات الشباب في العالم العربي سريعة، جاءت تفتح نوافذ جديدة للأمل، فهذه الشعوب العاجزة تنتفض عن واقع مر جعلها في أسفل قائمة الدنيا.  وكأن لسان حال هذه الشعوب يقول بأنها تستحق أكثر من هذا....

في اليمن، خرج المتطلعون، ليس للحرية، فاليمن يتمتع بهامش يفوق الكثير من الدول، ولكن للعدالة، لمستقبل أفضل من واقعه، يتطلع لفتح آفاق جديدة لحياة كريمة.  خرج آلاف اليمنيين ليس للأمساك بسلطة أو الحصول على مال، وإنما لوضع أساس جديد لحياة جديدة يكون فيها "الخير" هو السائد.

ما هي إلا أيام، وألتحق بركب المتطلعين المزيد من الناس، أناس لهم دوافع أخرى، منهم من يسعى وراء سلطة، ومنهم من يسعى وراء مال، ومنهم من يملؤه "الشر".... إلتحق بركب المتطلعين من لا يؤمن أصلاً بوجوب العمل للمستقبل، ولا يرى أبعد من يومه...

فجأة بدأت نوافذ الأمل تضيق، زجاجاتها التي كانت ناصعة تكتسب الأوساخ.  فجأة تحول الكثير منها لمرآة تعكس صورة الواقع.  واقع من "الشر" و "الخير"، لكن "للشر" فيه يد طولى.... فجأة بدأنا نرى الشر ذاته، الشر الذي يملؤنا أمامنا!!!!

غاب أملنا..... أصبحنا نرى "الشر" حاضراً ونراه مستقبلاً....

لنراجع أنفسنا.. لنرى الخير حاضراً ومستقبلاً لعل ذلك يمنحنا القوة لنكون سبيلاً من سبل الخير، ونعمل لأجله... فلا شر مطلق ... ولا خير مطلق....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق