الجمعة، 30 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 21: سفسطة


<b>حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي
تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!
</b>

الحلقة 21: سفسطة

اليمنجي: ثلاثة أسابيع مرت من عمر الوفاق الوطني وأحوالنا كما هي، لا إنفراج في الشارع، ولا كهرباء ولا وقود، والأعلام الكاذب مازال يمنينا الأماني وإن اختلفت الزاوية، والإعلام الأكذب مازال يلعن ويشتم ويحرض، أخبار تخريب الكهرباء مستمرة، والفوضى عمت البلد، والموت على الأبواب.    ليت والله والأيام ثواني والسنة شهر واليوم ساعة، وزير الكهرباء الجديد وعد بتوفير الكهرباء خلال "ساعات" ويمكن ساعته توقفت من ثلاثة أسابيع.
الثورجي: أيش قصدك؟  هذي بقايا النظام قتلوا الأبرياء المسالمين الذي جاءوا من تعز، والتخريب كله منهم، أما الثورة ضد الفاسدين فلا تسميهاش فوضى.
البلطجي: مكانتكم على نفس الدقة، قد قتم البوري يا صاحبي، النظام أنتو اليوم جزء منه، وأنتم بالسلطة، وأنتم مسئولون عما يحدث، وحكاية بقايا النظام صارت بايخة، أنتم شركاء مع النظام الذي حاربتوه، وما يهمنا اليوم هو كيف عتحلوا مشاكل الناس.
اليمنجي: أولاً حكاية المسالمين الذي جاءوا من تعز هي كذبة، أنا شفتهم بنفسي في معبر مدججين بالسلاح، يعني لو كانوا استغلوا عدد من الأبرياء وألقوا به في المحرقة فالله لا يوفقهم، لكن مابش بريء يرضى يمشي في ظل مرتزقة من المسلحين.  وبعدين أنا مش فاهم كيف الموظفين يتمردوا على رؤسائهم، لكل شيء أصول، لو كانوا يشتوا يحتجوا يضربوا عن العمل، يرفعوا مطالبهم، أما البلطجة بمنعهم من دخول مكاتبهم فهي عمل قبيح، وأقبح منه منع طلاب الجامعة لأستاذهم، وأسمح لي أقول لك إن هذه قلة أخلاق وليست تصحيح للخطأ.
الثورجي: ايش يعملوا هذولا المساكين الموظفين، فقراء ما فيش مع الواحد منهم ما يكفي عياله، والمدراء والمسئولين كل واحد قد معه ثروة، لازم من التصحيح.
البلطجي: سمعنا أنهم قتلوا 13 شخص في المسيرة الجاية من تعز، كانوا يشتوا يسيروا الرئاسة، والله أعلم لمصلحة من هذا، لكن سمعنا أن الحوثيين والإصلاحيين تضاربوا في الساحة؟
اليمنجي:  هيا أسمعوا القصة.  الذي جاءوا من تعز قابلهم الناس في الساحة بفتور ومنعوهم من إستخدام المنصة، لأن حكومة الساحة لديها قيود على الكلام (ما عدفيش حرية تعبير هناك)،  المهم منعوهم يطلعوا في المنصة وأختلفوا خلاف كبير، وكان الحوثيين في إستقبال أهل تعز، وقرروا يعملوا منصة ثانية، ربما أعتقدوا أن حكومة الساحة مثل حكومة "على صالح"، المهم عملوا منصة قريب من شارع 20، وما مرت إلا ساعات إلا وقد الإصلاحيين في الساحة حرقوا المنصة الجديدة، حكومة ساحة تقط المسمار.  المهم الجماعة ما صبروش تحركوا يوم الثلاثاء يهدموا منصة "الحكمة يمانية" المشهورة، وهات يا طعن، طعنوا ثمانية، لوما تدخلوا جنود علي محسن....
البلطجي: لا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا نهاية الظلم، ظلموا اهلهم وتركوهم من أجل مصالح دنيوية، وظلموا سكان منطقة الجامعة وحاصروهم بما لا يرضيه شرع ولا قانون ولا عرف، وظلموا بلادهم بالفتنة والتخريب، وهكذا نهاية كل ظالم.
الثورجي: أتق الله هذولا مجاهدين في سبيل الله، هذولا بيضحوا لأجلي وأجلك، ليش تتهمهم كذب وتشمت بهم، الخلاف ما هو إلا من عناصر مندسة مخربة، تشتي تخرب الساحة.
اليمنجي: والله قد أحترنا، حيرتونا يا أصاحب الساحة، والله إن قد الساحة مستنقع الله يكفينا شره، تحمسنا في البداية للتغيير، واليوم أصحاب الساحة ما عد رضيوش يتركونا لحالنا، يرحموا الناس ويتقوا الله ما يجوز قطع الطريق ولا إيذاء الناس في بيوتهم، الحمد لله أن الله أبعدنا من هذا.. الحمد لله.

السبت، 24 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 20: لعبة الموت... في مسيرة "الحياة"

<b>حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي
تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!
</b>


الحلقة 20: لعبة الموت

اليمنجي: والله يا جماعة أن قد شاجنن، كنا ظنينا، وبعض الظن إثم، أن اللعبة قد أنتهت، يعني سنة تكفي، مش معقول اللي بيحصل، إلى متى نصبر؟  صبرنا على نظام فاسد سنين، فإذا التغيير يجي بالأسوأ.

الثورجي: حلمك حلمك، أيش حصل، عادحنا اليوم ما بقى لنا إلا أسبوعين، والخير قادم.

البلطجي: أي والله الخير قادم، والله ما قد شفنا من حكومة باسندوتش على قولتك شي، وكل المظاهر اللي شفناها كذابة، والنفوس مليانه حقد وكراهية...

اليمنجي: كفاكم يا جماعة، جينا نشكي همنا لكم مش نسمع حكمكم، اسمعوا قصتي والله الشاهد.  يوم أمس الجمعة كنت راجع من البلاد، مع جهالي، راجع عن طريق معبر إلى صنعاء، عديت معبر بسلام الله، وبعد حوالي 5 كليومتر فوجئت بناس ماشيين على الطريق.  أيوه ناس ماشيين على الطريق الرئيسية وقاطعينها، والسيارات التي تقدر تمشي على الأراضي الزارعية تنزل والباقي منتظرين.  تذكرت أن صاحب المطعم في يريم قال لي يوم الخميس عندما نزلت أن به حوالي 1000 شخص مشيوا من يريم متجهين لصنعاء، وقال لي أنها مسيرة لأجل تعز، وأنا مثلما تعرفوا بطلت أشوف المحارشين في التلفزيون والجرايد. 

الثورجي: أين ألف هذي مسيرة الحياة وفيها على الأقل 15 ألف، أين عقلك....

اليمنجي: والله هذا الذي شفته بعيني مش بعين الجزيرة ولا سهيل، المهم يا جماعة أننا فهمت أنهم هذولا نفسهم الذي تكلم عنهم صاحب المطعم. 
أسمعوا أيش شفت بالله عليكم، بقايا ناس مخزنين، صغار وكبار.. وجوههم شاحبة، وثيابهم رثة، حالتهم تصعب على الكافر، وكلما وصلت سيارة لعندهم يحاولوا يستجمعوا قواهم ويرفعوا أيديهم بعلامة النصر، بعضهم كان يحاول يصيح..... لم أستبين ما كانوا يقولونه، البعض كان قد ارهق وجلس، أو وجد مكاناً يدكي عليه ويواصل تخزينته، وآخرون كانوا يسيرون، وكان هناك أعداد كبيرة من المسلحين، بالآليات، صغاراً وكباراً، وظهرت سيارات تحمل مايكروفونات تطلق أصواتاً، وسيارات غير مألوفة، سوداء تجول هنا وهناك وهي مدججة برجال يلبسون زي تقليدياً وسلاح، رشاشات وقذائف مختلفة.
كان المنظر يدعو للرعب، وكنت أرجو الله أن أتمكن من تجاوز هذا الجمع بسلام.
لم يكن السائرون يلقون بالاً إلينا وهم يحتلون الطريق، وكان الرجال على السيارات المدججة بالسلاح ينظرون إلينا نظرات مريبة.  حينها حاولت ايجاد طريقي عبر المزارع القريبة بعد أن يئست ومرت بضع دقائق ونجحت بتجاوزهم قبل ما يوصلوا لنقيل يسلح... وحمدت الله لأني لو تأخرت قليلاً لكانوا سدوا الطريق الضيق.
الأغرب من ذلك أنني وجدت نفسي وراء سيارة عليها قبائل مدججون بالسلاح، وكنا نقترب من نقطة تفتيش أستحدثت قبل الصعود للنقيل، السيارة أنحرفت فجأة إلى اليمين عندما رأت نقطة التفتيش وتوفقت.  وطبعاً تعرفون ما سأله العسكري في النقطة، وقلت له: أنا لا سلاح عندي، ولكن أنظر خلفي وستجد غايتك.
أحسست أني تجاوزت الخطر، ولاحظت فرق مكافحة الشغب بمعداتهم عند نقتطتي التفتيش في منتصف النقيل ونهايته، مررنا من النقطة بصعوبة حيث كان يبدو التوتر على الجنود وهم يدققون بالسيارات.  خلف النقطة مباشرة كان هناك جبل صغير وعليه عشرات من "المخزنين"..... كانوا يبدو أنهم من سكان المنطقة.  في قرية خدار "أو قرية القمل كما أعرف أسمها" كان الأطفال يصيحون الشعب يريد على عبدالله صالح....
بعد بضعة كيلومترات من خدار، وتحديداً في قحازة لاحظنا تجمعاً من عدد من السيارات وبعض الناس، سألني أحدهم: أين قدهم حق مسيرة الحياة... قدهم في يسلح؟....لاحظت وجود عدد كبير من النساء بينما لم يكن هناك أي نساء في المجموعة التي رأيناها تحت النقيل.
بحمد الله وصلت لمنزلي بعد تأخير لا يقل عن ساعة.

الثورجي: الله أكبر، هذي مسيرة الحياة لنصرة تعز، وقد سمعت اليوم أكيد أنهم وصلوا وإن في حالة طوارئ في صنعاء.

البلطجي: هذولا فاضيين، هذولا مرتزقة، هذولا بيستغلوا الأموال القذرة، يشتوا يعملوا فتنة، الرئيس وقع والناس قالوا خلاص، لكن هذولا المرتزقة يشتوا يخربوا البلاد، يشتوا يعملوا مذبحة، الله لا ألحقهم خير هم ومن يمولهم، أولا تعتقد إنهم عيخرجوا متطوعين والقبايل عيخرجوا بسلاحهم بلاش؟

الثورجي: حرام عليك تتهم هذولا، أنتوا الذي متعودين تستلموا ما هذولا هم ناس أطهار.

اليمنجي: يقول المثل اليمني الأصيل "ما مصلي إلا وطالب مغفرة" هجعونا من هذا الكلام العقيم.  الجماعة مش ممكن يكونوا وصلوا اليوم، لأنهم أمس قرب المغرب كانوا تحت النقيل، يعني أكثر من 60 كيلومتر من صنعاء.  إحنا يكفينا الذي فينا، ليش هذولا ما يشتوش نرتاح، والله لو هم ملائكة، مش خلاص تفاهموا الناس، ليش يكذبوا علينا بإسم الحياة يشتوا الموت، بيلعبوا بالنار... لا ألحقهم الله خير....

السبت، 17 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 19: جمعة السحاوق

<b>حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي
تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!
</b>

الحلقة 19: جمعة السحاوق

اليمنجي: الله يا جماعة، قد لي أسابيع ما قدرتش أشتري طماط، اليوم قالوا قدوه رخيص، لقيت الكيلو ب 250 ريال، تصوروا مائتين وخمسين رخيص، ما قد وصلش لهذا السعر من سابق أبداً....

البلطجي: والله أنا معك، المعيش أصبحت لا تطاق، كل شيء غالي، والرزق تقفلت أبوابه، ما درينا أيش نعمل.  بس لو كانوا عيصلوا غدوه في السبعين، كنت عدا اقترح يسموها جمعة الطماطيس، ويوزعوا طماطيس على المصليين، وأنت عتشوف الملايين تهب، كان يكفي طمطسي لكل مواطن.

الثورجي: الحمد لله إنكم أعترفتوا بالفشل، إحنا صامدين، والجمعة غدوة شتوريكم كيف أننا لم نمت، وأن مطالبنا مشروعة، إن الباطل كان زهوقا، وقد زهقتم، أما نحنا فالله معنا.

اليمنجي: أي والله فكرة، ما دامت جماعة الرئيس قد بطلوا الصلاه في الشوارع، وما عدفيش فيهم أمل، أقترح عليكم إسم ليوم الجمعة يا ثورجي.

الثورجي: مو من إسم؟

اليمنجي: ليش ما تسووها جمعة السحاوق... يعني منها تشجعوا الناس يجوا يصلوا معاكم، ومنها توزعوا عليهم سحاوق، لا عد يتعبوا يشتروا طماط ويسحقوه، قديه سحاوق جاهزة، وانت دبروا حالكم، أعملوا شوية طماط بالوسط، وشيدي الله....

البلطجي: والله يا جماعة يظهر علي شاسير أصلي في شارع الستين...

الخميس، 15 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 18: الهسة

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي تعريفات: قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي، وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي، أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!
الحلقة 18: الهسة

الثورجي: الحمد لله التغيير بدأ والأمور شتتحسن، البترول ذلحين معدوم لأنهم ناويين ينقصوه إلى 2000 ريال، يعني بيسووا جرد، الدولار نزل شفتوا أيش بيعمل وزير المالية الجديد، نزله عشرين ريال في يومين، والكهرباء جاية، وأهم شي إن الفاسدين رحلوا والحمد لله، والبلد شتتطور، إحنا مش أقل من دول الخليج.

البلطجي: أي والله قدنا فارحي، الكهرباء ما عد بلصاش نهائياً، حتى الساعة الساعة أختفت، والغريبة أننا كنت أسمع عن العقاب الجماعي الذي كان بيمارسه النظام، واليوم بعد أسبوعين لا كهرباء جات ولا هم يحزنون، يعني إذا كان النظام مارس عقاب جماعي ليش ما تعمل المعارضة (السابقة) على إشعال الأنوار مادامت الكهرباء الآن في أيديهم؟، أو ما لقيوش الهسة لليوم؟... المزايدات ما تنفعش والكذب حبله قصير، ووزير الكهرباء الجديد اليوم بيتكلم عن إصلاح أبراج الطاقة من مارب، يعني إما إنه صحيح، أو إنه بيكذب من الوزير الأول، وقدوه اليوم مثل النظام كذاب.

اليمنجي: والله يا جماعة إن قد بدأت أيأس من حالنا، لا حكم المؤتمر الفاسد نفعنا، ولا المعارضة أضافت شي. إسمعوا، إحنا ما عنخرجش لا طريق مادام كل واحد منا جالس لا شغلة ولا مشغلة، فاتح آذانه للكذب، وفاتح لسانه بالزور. كيف عتتطور البلاد وحتى هذولا الذي بيدعوا التغيير جالسين مخزنين بالشارع وبينظروا، أين العمل، وأين الأنتاج.

الثورجي: أنتو كفرتوا بالتغيير، قوموا شوفوا هذولا الذي ضحوا لأجل البلاد ولأجلكم، أنتو تشتوا تجلسوا جامدين تحت الفساد، ثلاثة وثلاثين سنة، التغيير خلاص بدأ، ومافيش فايدة، والثورة بدأت.

اليمنجي: أي والله إحنا بحاجة نغير، لكن يظهر إن الناس ما قدهمش مستعدين لشي، قول لي أيش باتضيف حكومة المعارضة، وأيش من تغيير منتظر من حكومة عاجزة نصها من اليمين والنص الثاني من الوسط.

الثورجي: يا جماعة أنتو أفكاركم غلط، ومش فاهمين لهذولا الذي قاموا بالثورة، رحوا شوفوهم، ناس جاوعين ويائسين، خرجوا يطالبوا بحقوقهم، وهذولا هم اللي حيغيروا، لا تنسوش الشهداء والتضحيات.

اليمنجي: الله يسامحك، يعني إحنا غلط في غلط، ومش فاهمين، مسرع وما قد جرى، أو قربكم من السلطة قد غير مبادئكم؟ إحنا نريد الخير لبلادنا وناسنا، وما حدش قال إن الفساد أفضل ولا أحد بيدافع عنه، لكن الله لا سامح الذين خلطوا الأوراق، ولخبطوا الناس، قد كنا بنقول هي ثورة ضد الفساد، لكن مع علي وحميد ما عدبش لكم حجة، كيف نصدق إن هذه ثورة ضد الفساد، وكيف نتفاءل؟

البلطجي: والله ما عرفنا لكم حال، لوما تلقوا الهسة عنتفاهم.....

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 17- الجهاد الجهاد

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 17: الجهاد الجهاد.

اليمنجي: الله لا ألحقهم خير، تقاسموا الحكومة، واليوم يشتوا يتقاسمونا احنا طلاب جامعة صنعاء، قدنا بين أداوم في دارس بدل مباني الجامعة في صنعاء قالوا يشتوا يفتحوا حرم الجامعة، رئاسة الجامعة أعلنت مواصلة الدارسة في دارس، وبعض المشاغبين والدكاتر قالوا لا، وآخرتها قالوا يومين في الجامعة والباقي في دارس. المهم سرت الجامعة أمس، والله لا يوريك. قدنا بين أرحم على أيام زمان كان عندنا حرس للجامعة وبنشتكي منهم، اليوم عندنا جيش داخل الجامعة....
المباني في حالة والوضع مزري وما يصحش لناس محترمين يدرسوا في هذا المكان. المهم أننا تفاجأت بأحد الزملاء، صديق كنت أعرفه ومدرب تايكواندو، لقيته حامل الآلي ولابس زي عسكري داخل الجامعة، دققت في وجهه وسألته: أنت فلان، كيف حالك، وأيش بتعمل هانا؟
رد علي: الحمد لله أنا عسكري في الفرقة.
قلت: ومتى تعسكرت؟ وكيف العسكرة؟
رد: والله من شهرين بس، وإحنا والحمد لله في جهاد في سبيل الله،،،،
قلت في نفسي: الجهاد الجهاد, لا قوة إلا بالله....

السبت، 10 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 65- صام صام

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 15: صام صام....
اليمنجي: هيا أسمعوا ما ذلحين، أخيراً قد به حكومة وما عاد أحد عيقدر يتنصل من مسئولياته، يعني لا المعارضة تقول هي الحكومة، ولا الحكومة تقول هي المعارضة، كلهم قدهم في الحكومة ومسئوليتهم مشتركة.

البلطجي: يا ريت يكون كلامك صحيح، المشكلة إن مافيش حسن نية، المؤتمر منتظر لأول غلطة، والمعارضة عادهيه تاركة للمعتصدين وبتمولهم، يعني الكل مش مقتنع ولا راضي، كأن الطرفين ما بيمشوا إلا خوفاً من الأمم المتحدة ولإرضاء أطراف خارجية، أما الشعب فما أحد مهتم به.

الثورجي: يا رجال قلك ما سلموا الوزارات إلا وقدهيه فاضية، يعني وزراء المؤتمر نهبوها وسلموها عطل، عطل.

اليمنجي: يا ثورجي الحكومة تشكلت قبل يومين، يعني قد لحقوا ينهبوا؟ وبعدين إحنا نعرف إن الفلوس هذه الأيام في البنوك، يعني الوزارات ما فيش معاها خزاين إلا للمصروفات العادية، كيف بالله عليك نهبوها؟ خلوكم من هذا الكلام الذي ظاهره عسل وباطنة سم، لازم نترك هذا خلاص يكفي.

الثورجي: شفتوا كيف، الكهرباء من أول أمس وهيه أحسن بكثير، يعني أحنا عندنا ولعت لأكثر من 4 ساعات في اليوم وكانت قبلها تولع ساعة وإلا ساعتين بس، يعني لو يرحل علي صالح شتصلح البلاد.

البلطجي: صحيح والله، وفي ذلك قولان، الأول إن وزير الكهرباء الجديد وعادوه ما قد أستملش العمل أصلاً أشترى 2000 سيكل بدينامو ووزعها على ساحة الجامعة، على الشباب، منها رياضة لهم بدل القات، ومنها يغذوا الشبكة الكهربائية، أما القول الثاني فإنه أجر 1000 من قارئي القرآن قريو على الكهرباء طوال الليل، الحمد الله الكهرباء قدهيه تمام التمام.

اليمنجي: يا أخي يا ثورجي أنا ما فيش عندي كهرباء لها يومين، من يوم تشكيل الحكومة، يظهر أنهم نقلوا الكهرباء لعندكم، أما أنت يا بلطجي فما يجوز ما قلته، لا حول ولا قوة إلا بالله. إحنا أملنا بالحكومة كبير، قدوه يكفي ما حصل.

البلطجي: الحكومة نصين، والأنتخابات شكلية لعبدربه، نائب رئيس المؤتمر، يعني ما في شي جديد.

الثورجي: ديمة وخلفنا بابها، خدعنا الإصلاح، وخدع الناس كلهم، لكن والله ما نسكت، شوفوا حتى الوزارات من فيها، با سندوتش كان دائماً مع الرئيس، وحتى الوزراء من الوجيه إلى العمراني، كلهم كانوا مؤتمر وقلبوا.... هذولا لازم يتحاكموا مش يكونوا وزراء.

اليمنجي: أتركك من هذا الكلام، قد الناس زلجوا، لكن أنا اليوم تذكرت أن الرئيس كان عرض في شهر فبراير يعني قبل عشرة شهور تقاسم الحكومة مع المعارضة وأنتخابات مبكرة، وتعهد ما يترشحش، وهذا ما تم اليوم، يعني عذبونا سنة كاملة الله ينتقمهم، لو كانوا وافقوا يومها كنا إلى خير، وعلى رأي المثل: صام صام وفطر بلصام (لبان).....

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة 15- باسندوتش

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 14: باسندوتش
اليمنجي: قالوا شكلوا حكومة جديدة، يعني إن شاء الله الأزمة ستنتهي، بإذن الله.
البلطجي: أيوه حكومة جديد لكن ما بش شي يطمن، يعني نصهم عرفناهم، والنص الثاني من عتاولة المعارضة، حتى رئيس الوزراء من عتاولة المعارضة، وقد تقلب بألف لون.
اليمنجي: قصدك باسندوة، هيا أسمع هذي الحكاية، قبل 15 سنة أعطيت سيارتي الكريسيدا لصديقي المغترب بالسعودية والذي جاء للزيارة، وكان أسمه محمد حُميد، صاحبي خرج بالسيارة يلبس الثوب السعودي، وبينما هو في الشارع إذا بشخص يقود سيارة صالون يصطدم بسيارتي ويلحق ضرراً كبيراً بها. خرج حميد من السيارة فإذا رجل أشيب يقول له أن يصلح السيارة ويحضر الفاتورة للبيت وقال أنه محمد باسندوة، ودله على بيته بشارع مجاهد. جاء إلي حُميد يعتذر وقد ترك السيارة بالورشة. تم إصلاح السيارة وجهزنا فاتورة ب 15 ألف ريال، وذهبنا بها لبيت باسندوه، فإذا حراس البيت يمنعوننا من لقائه. أخبرناهم بالموضوع فأصروا أنه لن يقابل أحد. فكرنا بأن نبلغ الشرطة، ولكن صاحبي لم يرد ذلك وأعتبر الأمر منتهي، وتحمل تكاليف إصلاح السيارة. هذه قصة رئيس الحكومة قبل 15 سنة ذكرها لي أحد الأصدقاء.
البلطجي: يا الله، وهذه حكاية عجيبة عن رأس الوزراء، أما البقية فحدث ولا حرج. قد عرفنا المؤتمر ووزارئه الفاسدين، وكان الناس مخدوعين بالمعارضة، لكنهم خيبوا الآمال، معظم الوزراء ليس لهم في العير ولا في النفير، يعني لا هم متخصصين ولا يعرفوا عن وزاراتهم شي، يعني تقسيم للمناصب على أسس سياسية بحته، الله يسترنا.
الثورجي: يا جماعة أيش من حكومة، وأيش من خبر، ما شتروحوش ثورتنا ودماء الشهداء هدر، أين الوزراء من الشباب، كلهم كهول وعجايز، إحنا ما شنرضاش بهذا الخبر، والله ما نرضى، شوفوا أيش بنعمل في تعز، والله ما يتمكنوا منها، شوفوا كيف قطعنا البترول في الحيمة، قلنا لكم ما شنرضاش وهذا وباسندوتش شنرويه، أمس كان مع الرئيس واليوم قلب عليه.

الأحد، 6 نوفمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة الحادي عشرة- إذا لم تستح فأصنع ما شئت

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 11: إذا لم تستح فأصنع ما شئت

اليمنجي: يا جماعة حاجة يندى لها الجبين، في الشارع كلام ما أنزل الله به من سلطان، كلام يخدش الحياء، وتصرفات لا أخلاقية، لا إحترام لأنفسهم ولا للآخرين، كنا زمان مشهورين بأننا رجال وأصحاب كلمة، قالوا لنا إن العربي يعتز بكلمته، وكلمته عنده أهم من كل شيء، القبايل عندنا كان عندهم السب يستوجب الأعتذار والهجر، واليوم لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إحترام للسان، ولا لمستمع، هذا بخلاف الأعتداءات وقلة الأدب. هيا أسمعوا هولا وأعذروني ما أنا إلا ناقل:
ارحل يا سفاح، إرحل يا عفاش، يرحل حميد القحبة، يرحل الملاوطه حق الجهال، إرحل يا قاتل، يرحل السرق، يرحل الفاسدين، يرحل الأستعمار اليمني، ... تشتوا أكمل....
كلام يندى له الجبين في شوارعنا وعلى أفواه شبابنا وأطفالنا، هذه هي الحرية؟ هذه هي الديمقراطية؟.... وعندما نفتح التلفزيون نشوف أشياء ما أنزل الله بها من سلطان، سب وقذف وحقد وتحريض وكراهية!

الثورجي: يا أخي هذولا بيتكلموا من القهر والظلم، هذولا جهال بيعبروا عن أنفسهم، أولا ما تشتوش الناس يعبروا عن أنفسهم؟

اليمنجي: وأيش من تعبير هذا، على الأقل عيذكروا كلام الله "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، هذا ما يجوز.. إذا فقدنا قيمنا وأخلاقنا وأعرافنا ايش يبقى معانا، حتى أخواننا الذي كنا نحترمهم نسيوا "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".... من هو الذي إذا خاصم فجر؟... لا قوة إلا بالله... أيش من أعلاميين وأيش من إعلام، حتى لو كان في ناس من الرعاع ما يجوز يظهروهم في التلفزيون وكأنهم يعبروا عن الإنسان اليمني...

السبت، 5 نوفمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة العاشرة- التوقيع

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 10: التوقيع

الثورجي: شيوقع أو ما شيوقعش؟، جالس يلعب بنا، ويعمل حركات معروفة، هو ما با يتركش الكرسي، والله ما يتركه على جثته.

البلطجي: أنت عارف إن المعارضة هي اللي رفضت حضور التوقيع، قالوا يشتوا يوقعوا وحدهم، وبعدين قالوا ما عيحلفوش اليمين أمام الرئيس في المرحلة الإنتقالية، يعني النية على مفجارة من أولها.

الثورجي: والله عندهم حق ليش يحلفوا أمامه هو فاقد الشرعية، الشرعية الآن هي
الشرعية الثورية، ومابوش حاجة إسمها دستور ولا قانون، وبيني وبينك ولو يوقعوا، ولو يتفقوا، إحنا ما لناش دخل، إحنا شباب ثورة ولازم نحاكم الكل.

اليمنجي: يوه، وهذا خبر، يعني المبادرة الخليجية ما فيش منها فايدة؟ مش أنتو بتمثلوا المعارضة، يعني شباب إصلاحيين شباب اشتراكيين، شاب حوثيين، أولا من أين جيتوا لنا، حلفتك بالله قول لي أين النهاية، تعبنا، خرجونا لا طريق.

البلطجي: أولا أسمع يا ثورجي، الرئيس رئيس شرعي، وبدستور، وقانون، وإنتخابات
وتصويت، يعني ما جاش من الشارع، وقد صوتوا حتى أصحابكم في مجلس النواب إذا كنتوا بتشككوا في إنتخابات 2006، والشيخ عبدالله، الله يرحمه كان وقتها رئيس مجلس النواب وهو الذي مدد للرئيس الفترة، وبموافقة الأحزاب كلها، أما شرعية الثورة فهذا كلام جديد يعني إشرح لي أيش تقصد.

الثورجي: أحنا إللي شنعين الحكومة، والرئيس، ولازم إحنا نشكل الحكومة، مو شنجلس
في الشارع سنة وبعدين نخرج من المولد بلا حمص، إعقلوا، ما فيش حل إلا برضانا.

البلطجي: يا أخي هجعنا، أنت عارف إنكم مجرد أداة بيد الأحزاب، يعني معظم من في الساحة حزبيين، ولو في أقليه من الشباب المستقل فهذولا قد لوثتهم الأموال، بالله عليك كيف يجلس بني آدم لمدة سنة بدون عمل، من يصرف عليه وعلى أسرته، أولا عتقول لي فاعلين الخبر كثير؟..... أوبهو بس على أنفسكم، مش من حكومة الرئيس فهي قد صبرت صبر أيوب عليكم، أوبهو من حكومة أصحابكم، وشوف بس مثال حكومة الساحة...

اليمنجي: يعني بإختصار، قولوا لي، لو وقعوا .... خلاص عتنتهي الأزمة.. عند الله وعندكم...

البلطجي: أنا بصراحة مش موافق إن الرئيس يتنازل، هو رئيس شرعي وله الحق يكمل فترته، ويترشح لو يشتي لإن الدستور يسمح له، وهذولا الشرذمة ما عيفرضوش رأيهم على الناس كلهم، واحنا وراء الرئيس على طول الخط.

الثورجي: وإحنا ولو وقعت الأحزاب وخانت الثورة ما شنتنازلش، والله لا يتحاكم ويرحل....

اليمنجي: كلام والله.... يعني قلبتونا غنم عندكم، كل واحد يشتي يسوقنا للذبح، ويضحي بنا... كلام والله كلام....

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة التاسعة- السفاح

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 9: السفاح


الثورجي: مازلتم تدافعوا عن هذا السفاح القاتل، والله لا نحاكمه ونعدمه، شوف كم قد قتل من شباب، وقتل في صعدة آلاف، وهذي الأيام بيقتل في أبين ونهم وأرحب... وعادنتوا بتدافعوا عنه، حرام عليكم حرام.

البلطجي: يا ثورجي حسن ألفاظك، هذا عادوه رئيسنا وتاج اليمن، إسمعني، الشباب الذي بتتكلم عنهم ما فيش أحد عنده مصلحة بقتلهم إلا المعارضة، أما الرئيس والحكومة لو كانوا يشتوا يقتلوهم إنهم قتلوهم من أول يوم، وكيف لكم اليوم بتتباكوا على صعدة، انت عارف إن أصحابك أنفسهم هم ألد أعداء الحوثيين، وإذا كان الرئيس بيدافع عن الدولة والنظام الذي بيحاربوه الحوثيين، فأصحابكم بيكفروهم وعندهم إن قتل الحوثي جهاد في سبيل الله. أما أبين فإسأل اهلها ليش بيحاربوا القاعدة، أولا أنت مش عارف إن أهل أبين هم من ساند الدولة ضد القاعدة. بقيت معانا أرحب، وأعتقد إنك أعرف الناس إن الزنداني إنشق عنكم وبيقود الحرب المقدسة، جهاد ضد أبناء بلده المسلمين، واصحاب نهم ما تركوا برج كهرباء لحاله....

الثورجي: شنحاكمه قلنا لك، والله ما نتركه، هو ظلل علينا قال الحوثيين كذا وكذا، واحنا شفناهم في الساحة، والله إنهم طيبين، والقبايل ما فيش أطيب منهم، مؤدبين ومخلقين، كان علي صالح يفجعنا منهم. القاعدة ما هي إلا كذب في كذب، ما فيش حاجة إسمها قاعدة، وأهل أرحب ونهم مساكين شوف الحرس الجمهوري كيف بيقتلهم بالأسلحة الثقيلة، جريمة والله، والعالم ساكت ساكت.

البلطجي: الله يهنيكم ببعضكم في الساحة، لكن أحكي لي أين بيؤكلوا الحوثيين، معاكم أولا في خيامهم وحدهم، وقول لي كيف تضاربوا مع بقية المعتصمين، وكيف حبسهم علي محسن، ويا ريت تقول لي كيف الأمن عندكم في الساحة، قالوا ولا الموساد، وكل كلمة محسوبة.

الثورجي: كلها أكاذيب النظام، وهو الذي بيخلق الفتن بين الشباب، لكن مستحيل ينجح، ورأس النظام لازم يتحاكم لأنه مجرم، قتل الحمدي أفضل رئيس لليمن.

البلطجي: يا سلام عليكم، الرجال بيحكم البلاد أكثر من ثلاثين سنة، واليوم أكتشفتوا أنه مش كويس. قول لي لمصلحة من قتل الحمدي، ومن الذي أستفاد، يا ريت تفكر شوية وعتشوف أنهم أصحابكم، ما بش غيرهم، لانه كان ضدهم وتوجهاته يساريه، أو ماشي. شوف يا ثورجي أنتوا الذي بتتهموه بهذه التهم وقد كان لسنوات بيدعمكم، ويتغاضى عن نشاطاتكم، ودافع عنكم وقياداتكم لسنوات، تتذكر عندما كان الزنداني عضو مجلس الرئاسة أو ماشي، وتتذكر عندما كان الآنسي أحد أهم أركان الحكومة، وتتذكر هذولا كلهم الذي تنصلوا عن النظام، كانوا في يوم من الأيام معاه على طول الخط، أو ماشي.

الثورجي: أيش من نظام وأيش من حكومة، الناس كلها تعرف إن كل شي هو علي عبدالله صالح، مافيش حاجة تحصل إلا من تحت أيده، وكل المسئولين ما فيش لهم رأي ولا قول إلا ينفذوا ما يشتي الفندم، يعني بإختصار ما فيش حاجة إسمها نظام واحنا كلنا عارفين، ولو يرحل شيسقط النظام بدون كلام.

البلطجي: أو قد نسيت أنه قد خرج للسعودية وبقي لأكثر من ثلاثة شهور وهو خارج البلاد، لو كان الأمر فعلا بيده كما قلت إن النظام سقط، ليش ما أستغليتوا الفرصة، ليش بقيت الحكومة والدولة تعمل برغم عدم وجود أهم قياداتها، قول لي ليش؟ هذا يثبت إنك غلطان.

الثورجي: لولا إبنه في الحرس الجمهوري إنه سقط، يعني لازم يرحل مع إبنه وأسرته، الرجال خلاص قد حرق وأنتهى.

البلطجي: حرام عليكم هذا كله، هاجمتوا الرجال في الجامع، بيت الله، كنتوا تشتوا تقتلوه، ونجاه الله، وما خرجت منه كلمة سوء، ولا حاول ينتقم، وعاد وهوه مريض يدعو للحوار، ومع ذلك ما رحمتوش أنفسكم من الكذب والكلام السيء... إتقوا الله.

اليمنجي: إسمعوا يا جماعة، لخبطتوني، أنا رأسي قديه عتنفجر، أفكر في الكهرباء، وكيف نوفر الغاز، ومن أين نشتري المقاضي في هذه الزحمة، قولوا لي أين كانوا رجال اليمن، ثلاثين سنة وهذا الرجال بيحكم، الله لا طرح لهم بركة، ولا طرح لنا بركة... دوختوني...

البلطجي: يظهر عليك يا أخ يمنجي قد تأثرت بالكلام... أنت شفت واحد يخرج من الموت بمعجزة إلهية ويعرف غرمائه وما ينتقمش، قول لي... هل هذا سفاح أو مه؟

السبت، 29 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة الثامنة- المؤمن اللعان

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 8: المؤمن... لعان عند الضرورة

اليمنجي: يا أخي ما ناش عارف أيش حصل للناس، قد أخلاقهم كل يوم أسوأ. ما تلاقيهم إلا بيتشاتموا، والله ما عاد تسمع كلمة طيبة، الجيران ما عدفيش بينهم مودة، حتى داخل البيت، والله أننا سمعت أن الأخوة والأباء والأمهات، ما فيش أحد يشتي يكلم الثاني، هذا مع النظام وهذا ضد النظام، وهات يا معارك.

الثورجي: هذا كله بسبب النظام، آه بس لو يرحل وعتشوف، يرحل هذا العفاش والأمور شتسبر، أنت رحت الساحة، شفت كيف الناس مؤدبين هناك.

البلطجي: الرجال بيشكي من الكراهية والحقد، وأنت عادك ما فهمتش يا أخ ثورجي. شفت التلفزيون، أو قريت جريدة، أو مشيت في شارع، ما عاد تشوف إلا كلمات بذيئة ورخيصة وتحريض وسب.

اليمنجي: أي والله عندك حق يا بلطجي في هذه. قد أنا أكره أشوف التلفزيون، حتى الأخبار مليتها، وحتى أولادي منعتهم يشوفوا التلفزيون، خاصة الأخبار، كل فحش وبذاءة. يا أخي حتى القنوات الإسلامية، أغوذ بالله من كذا إسلام، بيحرضوا الناس، وينشروا الكراهية، خاصة القنوات المحسوبة على المعارضة في اليمن، يعني يظهر ما يعرفوش الإسلام ولا أنه دين سلام ومحبة، ولا يعرفوا حديث الرسول: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " أشتي أعرف أيش من إسلام هذا.

الثورجي: يا جماعة هذا نظام ظالم، وهذولا سرق، أيش تشتوا نفرش لهم الأرض ورود.
هذولا لازم يعدموا، لازم المتواطئين معاهم يحاكموا، ولازم ما ننساش دم الشهداء، دماء الشهداء أمانة في أعناقنا...

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة السابعة- ثورة سلمية

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!



الحلقة 7: ثورة سلمية

اليمنجي: أسمعوا هذه، قالوا الدولة أحرقت محطة الكهرباء في القاع، يعني ما كفاهمش أنهم بيطفوا ساعة ساعة، لكن حرقوها لأجل تطفى تماماً.

الثورجي: شفتوا كيف، صدقتوني أن الدولة هي اللي نهبت الحصبة، بيوت الناس، والوزارات، وبعدين يقولوا هي الثورة، أنتوا عارفين أن الحرس الجمهوري ضرب وزارة الخارجية، هذولا شياطين. ثورتنا سلمية سلمية، وشوفوا كيف بيواجهوا الشباب العزل.

البلطجي: كيف سلمية يا صاحبي؟ أنت عارف أن المعتصمين محاطين بجيش من المدرعات والأسلحة الثقيلة، هذا عدا الاسلحة اللي بالساحة، وقد كانت المظاهرات سلمية في البداية، لكن الآن بيتحركوا وجنبهم جيش.

الثورجي: أيش تشتي كان، يخلوا البلاطجة يذبحوهم، حرام عليكم، ما رضيتوش تساندوا هذولا المساكين، شفتهم بالتلفزيون وهم يفتحوا صدورهم العارية، أيش عادك تشتي، قدهم مستعدين للموت، أولا قد شفت معاهم سلاح وألا شي.

البلطجي: أحنا نفسنا ما معانا إلا الصمل، والله لو تترك لنا الدولة الفرصة، لا نمسح هذولا الفرغ من الأرض، أعتدوا على الحرمات وقطعوا الطرق، ونهبوا البيوت، وبالقوة. أنت ترضى يخيموا قدام بيتك ويهتكوا حرمته؟

الثورجي: خلونا من هذي الاسطوانة المشروخة، سكان حي الجامعة قد عملوا بيان وقالوا يشتوا المعتصمين يجلسوا، وبعدين المعتصمين في الشارع الرئيسي، يعني مافيش بيوت. وبعدين مش لازم الكل يضحي، الشباب بيضحوا بأنفسهم أيش يعني لو ضايقوا السكان شوية، هي ثورة مش لعب عيال، والكل شيتعوض.

اليمنجي: أول قولوا لي، هي الدولة صحيح خربت الكهرباء؟ أصلاً الناس ما بيدفعوش الفواتير، يعني من أين عيصرفوا عليها؟

البلطجي: يا أخي يمنجي باين عليك على نياتك، وبتشوف تلفزيون كثير. محطة الكهرباء في مارب، وكل يوم تقوم عصابات بالأعتداء عليها أو على خطوط النقل، وأنت عارف أن عدن والمكلا والحديدة ما فيش عندهم مشكلة في الكهرباء، يعني الدولة تشتي تعاقب أهل صنعاء بس؟ قول لي أيش السبب؟ وبعدين أيحين حرقت محطة كهرباء القاع، عندما جات قوات الفرقة تهاجم. هيا أين السلمية يا صاحبنا وقد الأسلحة الثقيلة بتحتل أحياء بكاملها في العاصمة.

الثورجي: لا بد من التصعيد، أحنا قلنا هكذا، كم شيجلس الشباب المسكين في الشارع؟ مش ممكن يضحوا للأبد. هذه قوات الثورة وهذولا ناس شجعان أنحازوا للحق، وشينتصروا بإذن الله.

اليمنجي: يا أخي أرحمونا، كل يوم تفعلوا لنا مشكلة، ما عد قدرنا نودي العيال المدرسة، ولا درينا أيش نعمل. أسمعوا أحكي لكم ما شاهدته بأم عيني، جارتنا في القاع، هربت من بيتها عند وقوع المعارك هناك، وقبل أيام جاءت لتجد الفرقة متمركزين داخل بيتها. قال لهم يخرجوا من بيتها، ردوا عليها بأنهم ما يقدروش يخرجوا، وهم عيتركوا البيت عند إنتهاء المشكلة. المسكينة سارت إلى عند عساكر الأمن المركزي في الشارع الثاني، قالت لهم: جو خرجوهم من بيتي.. أدوا حقكم البنادق وجو خرجوهم. أعتذر العسكري وقال: يا أماه ما نقدرش نتحرك إلا بأوامر. توجهت العجوز إلى قسم الشرطة الذي لم يعمل لها شيء، وبقيت المرأة مشردة حتى يومنا هذا.

البلطجي: لا حول ولا قوة إلا بالله، هذه هي الثورة، أغتصبتوا أملاك الناس بأسمها وخربتوا البلاد. أسمع يا ثورجي بعدما جاء معكم علي محسن، وحولتوا الحصبة لساحة حرب، وبعد محاولة أغتيال الرئيس والحكومة، وبعد الاعتداءات المتكررة على المعسكرات والكهرباء، وفوق هذا كله قطع الطريق، من أيحين كان قطع الطريق عمل سلمي؟ ... رجاء لا عاد تقول لي سلمية رجاء، وبلاش تدليس وتضليل على الشعب المسكين.

الثورجي: ورجعوا، مش قلنا لازم الكل يضحي، أما ثورتنا فهي سلمية، بنقول لكم سلمية.

الأحد، 23 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي- الحلقة السادسة- صربوا البر أخضر

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 6: خرجت الكلمة... صربوا البر أخضر


اليمنجي: تعبنا، اليوم أكثر من تسعة أشهر ولا ليلنا ليل، ولا نهارنا نهار. أوضاعنا كل يوم في النازل، كلمنا ما فوقنا وما تحتنا، الناس خسرت أعمالها، الخدمات بتتدهور، شوارعنا قدهيه وسخه، الفساد طغى على كل شي، وأحنا منتظرين الفرج من الله، أيش نعمل، عتبسروا لنا حل.

البلطجي: قل لصاحبنا، قال يشتي ثورة.

الثورجي: كل هذا سببه النظام، أنتوا بتدافعوا عنه. ليش يقطعوا الكهرباء، وليش يقطعوا الماء ويغلوا البترول، ليش ما يضبطوا الأمن، مش هم دولة، ليش ما يقوموا بواجبهم؟ هم المسئولين عن كل شي.

البلطجي: يعني أن جربوا يقعوا دولة، قلتوا نظام ظالم، وأن تركوكم قلتوا نظام فاشل. أيش تشتوا بالضبط. تتذكر قصة صاحب السيارة، أنا متأكد أنه بيرحم على أيام "الفساد"، يعني كان عيقع شي لعسكري المرور ويحكم بنص الحق، ولا أنه يخسر كل شي، وبعدا أنت بتشوف كيف قد الشوارع زحمة وفوضى، كلها من سب الثورة.

اليمنجي: ما هذه عندك حق، قد الناس فقدوا عقولهم، عاد كان زمان في واحد واحد بسيارة فخمة يزنط على الناس، ما ذلحين قدهم كلهم قليلين أدب، حتى أصحاب المترات بيطلعوا لا عندنا للرصيف، وإذا قلت له عيب عليك، يعتبر أنك فعلت فعله... لا قوة إلا بالله.

الثورجي: مش قلت لكم.. النظام هذا لازم يرحل، هي ثورة ولازم تنجح… لازم تنجح مش أحنا أقل من التوانسة والمصريين، أعقلوا.

اليمنجي: خليني أحكي لك قصة من بلادنا، قالوا كان في زمان في أحد القرى علاقة بين رجل وأمرأة جاره، وفي يوم كان الرجل في بيت جاره عندما كان الزوج غائب، لكن المرأة أحست بأن الزوج على وشك الوصول، فقامت مسرعة، وطلبت من الرجل أن يحمل "شريم" ويقف على باب البيت. بعد ذلك وصل الزوج لجد جاره حاملاً للشريم وهو على باب البيت، قال له: خير يا جار، أي حاجة لك؟، قال الرجل: والله جينا نستعير الشريم، نشتي نصرب البر، ثم انصرف شاكراً.

في اليوم التالي وجد الناس رجلاً يحصد البر، فكانوا يقولون له مستنكرين : ما قدوش وقد الصراب، فيرد عليهم: خرجت الكلمة، صربوا البر أخضر.
والله إن قد حالنا معاكم مثل حال هذا الرجال.

الخميس، 20 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الخامسة-ثورة الجهلاء

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 5: ثورة الجهلاء


الثورجي: بالله عليكم كيف تناصروا هذا القاتل، قد له أكثر من ثلاثين سنة، أيش عمل؟ شوف الناس فين وأحنا فين، البترول والغاز كلها بيسرقوها، لو شي إن إحنا في وضع كويس.

البلطجي: والله ما فاسدين إلا هذولا الذي سدوا الطرقات وغلقوا الجامعة.

اليمنجي: النظام هو المسئول عن فتح الجامعة، المفروض يضرب بيد من حديد. وانت يا أخي ثورجي ما علاقة الجامعة بالنظام، كيف تمنعوا الطلاب من الدراسة؟ ربما كانوا يساندوكم لو ما منعتموهمش من الدراسة.

الثورجي: لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس.

اليمنجي: يا جماعة حيرتونا. النظام الفاسد ما نشتيش، لكن كيف تكون ثورة شعارها الجهل؟

الثورجي: يا أخي لازم يضحوا، الكل لازم يضحي، وبعدين شوف اللي تعلموا أيش حصلوا؟ قول لي أيش حصلوا معظهمم عاطل عن العمل، وبعدين شوف أيش من تعليم هذا، كله فساد في فساد.

اليمنجي: يا أخي ما هذي أنا مش متفق معاك فيها، يعني قد مصبح أجمل. التعليم صح مستواه متردي لكن الجهل أسوأ بكثير، وقول لي أيش يعوض سنوات ضاعت من أبنائنا وبناتنا؟

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الرابعة- شهداء النهب

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!



الحلقة 4: شهداء النهب

البلطجي: طيب وعيال الأحمر، شفت أيش عملوا. أيش رأيك في نهب الوزارات وحرق المكاتب الحكومية؟ لو أحتلوها وحافظوا عليها عادوا لا جاه الله، لكن هكذا يفعلوا، هكذا التغيير؟

الثورجي: يا أخي أحنا ما لنا دخل بعيال الأحمر.

البلطجي: كيف ما لكم دخل؟ أنت عارف أن نص الذي في الساحة تابعين لهم؟ وأنت عارف أنهم بيمولوا الشباب والساحة؟ أولا قد أنتوا مثل مريم بنت عمران- رزقها من السماء، وبعدا مش عيب عليكم تصلوا على النهابة والسرق الذي قتلوا في الحصبة على أساس أنهم شهداء، ويجي صادق الأحمر يخطب فيكم في الساحة.

الثورجي: قلت لك هذولا كلهم عيحاكموا، يسقط النظام وانت عتشوف والله لا نحاكم الكل. وبعدين أيش فيه صادق أيش فيه حميد، والله إنهم رجال وقفوا أمام علي صالح، ايش تشتي منهم يستسلموا؟
البلطجي: يعني أيش رأيك بمنصة التوبة حقكم ما عتعتبروهاش، أنت داري أن قد كل الفاسدين تابوا عندكم؟

الثورجي: هذولا كلهم كانوا مع النظام وماحدش كان بيتكلم، لما دخلوا مع الثورة قدهم زفت، ليش هكذا؟ أنتوا مزايدين، وفي الأخير ثورتنا ثورة شباب والكل شيحاكموا.

اليمنجي: يا أخي إسمح لي أحنا كنا نشتي تغيير، يعني نتخلص من الفساد.

الثورجي: المهم أن أنتوا تشتوا نتخلى عن المناصرين للثورة، أنتوا مع النظام، ما لنا.. ما لنا... ما لنا إلا علي....

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الثالثة- التوبة

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!


الحلقة 3: التوبة

البلطجي: خلاص ما ذلحين قد معاكم علي محسن يحميكم، وما عدفيش داعي تتهموا أحد.... ها ها، والله إنكم مغفلين، صدقني أنه بيحتمي بكم، يعني قدوه الآن من الثوار، وقائد الثورة، والدولة ما عد تقدرش تضربه لأنه محتمي بكم.

اليمنجي: يا جماعة ليش حاميين هكذا، إهدأوا شوية.

الثورجي: يا أخي أيش فيه علي محسن، قد تاب، والله إن قد تاب وجاء بكفنه بيده للساحة.

البلطجي: هاه جاء بكفنه بيده، يا أخي لا تخليناش نغلط، في مثل يقول لا ماء يروب ولا.....، وبعدين أنت عارف أنه كان رأس الفساد، والناس كلها تعرف أنه نهب الأراضي وما خليش لأحد حاله. شوف جامعة الأيمان، وشوف الأراضي حولها، شوف حرب صعدة ست مرات، وشوف حرب 94...

الثورجي: قلنا لك قد تاب، وبعدين أيش تشتي من الشباب يعملوا. كيف يرفضوا علي محسن؟.. وبعدين هو قال ما يشتيش السلطة، يعني هو جاء يحمي الشباب بس، وبعد الثورة شنحاسب الكل، وهو شيتحاسب.

البلطجي: يعني عتحاسبوا علي محسن والكل، عجيب.

الثورجي: الكل شيتحاسب، ثورتنا ثورة شباب.

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الثانية- سوبر نظام

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 2: سوبر نظام


الثورجي: أنتوا هكذا دائماً تدافعوا عن الفساد، إحنا قلنا نشتي تغيير، يعني يروح له والأمور شاتسبر.

اليمنجي: يا أخي كلنا نكره الفساد، وكلنا مع التغيير، لكن مش ضروري نخرب كل شيء، قلايتي وإلا الديك الذي أكلها. يعني أيش كان يضر لو كان في تفاهم.

الثورجي: أيش من تفاهم، قلنا يرحل، والفساد شيرحل معه، مكانتكم شعب متخلف، هذا نظام قتل الناس، دماء الناس مش لعبة، وهذا الذي بيحصل معانا ما هي إلا حركات، النظام يشتي يقنعنا أن وضعنا كان كويس. شوف بيطفوا الكهرباء، ويقطعوا البترول والديزل، عقاب جماعي يعني.

البلطجي: شوية شوية، شعبنا صح أمي، لكنه شعب طيب ومتحضر، شوف كيف الناس بيعيشوا مع بعض والأسلحة في يد الكل، لو في بلد ثاني كنت شفت مجازر. وبعدين أنا مش عارف من الذي قتل الناس. بالله عليك أيش مصلحة الدولة تقتل شوية شباب، وبعدين لو كانت الدولة تشتي تقتل كانت عملت هكذا من البداية، أو قد نسيت أنكم حاولتوا تقتلوا الرئيس والحكومة كلها في الجامع. أتقوا الله، ما عملوش هكذا حتى اليهود والله. أما الكهرباء فأنتم أخبر بمن بيطفيها، والبترول معروف من بيتقطع له. مش أنصاركم بيحاربوا في أرحب ونهم، وفجروا أنبوب النفط في مارب.

الثورجي: ما الجامع هو من الداخل، وبعدين قالوا أن علي صالح ما كانش هناك، يعني نقلوه إلى هناك ودبلجوا كل شي، وبعدين هذا عقاب من الله، شفت كيف عملوا بالشباب في جمعة الكرامة.

البلطجي: يعني كل شي مدبلج، الحادث مدبلج، والكهرباء بيتحكم بها النظام يطفش الناس، وبيقطع البترول، وبيفعل كل شي. أيش مصلحة النظام في هذا كله؟. يعني يشتي يعاقب كل الناس. وبعدين من هم هذولا الذي بيشتغلوا بالكهرباء، شياطين بيقطعوا الكهرباء، ليش ما بش معاكم ثورجيين في الكهرباء يرفضوا هذه الأوامر، وليش ما بش معاكم ثورجيين في النفط يفضحوا النظام، وليش ما بش ثورجيين في الجيش. وبعدين يا أخي حتى جمعة 18 مارس، أنا شفت خطبة الجمعة على اليوتيوب، الخطيب قال يا شباب أنتوا شهداء وأنتوا للجنة، بالله عليك كيف يحرض ناس عزل على أنهم يسيروا يتحدوا مسلحين ويحاولوا هدم الجدار وهو بيحترق، وهو عارف أيش ينتظرهم. يعني كيف هذولا شهداء، ضد من جاهدوا، ضد اليهود مثلاً، وأيش الهدف؟ تحرير فلسطين أو ايش؟. أتقوا الله، الدين مش لعبة تحرضوا الشباب وتقتلوهم.

الثورجي: حرام عليك، هذولا شباب عزل وفي زهرة عمرهم، مساكين، بيثوروا على الظلم، وبيحاولوا إصلاح البلد، بالله عليك كيف تدافع عن القتلة، قناصة النظام، هو بس جدار، لكن النظام كان يشتي يخوفنا. دماء الشهداء ما عتروحش هدر، والثورة منتصرة، وهو شيرحل. اللي قتلوا كانوا في بيت معروف، والنظام كان عارف أنه شتحصل مجزرة وما عمل شي لحماية الشباب، وبعدين قد مسكوا ناس من القناصة قالوا أنهم في الحرس الجمهوري، تخيل كانوا يقنصوا الشباب في الرأس، قناصة ما فيش مثلهم وأكيد من الحرس الجمهوري.

البلطجي: يعني معاكم الأغلبية، والنظام وحده، وبيفعل ويدبلج الأمور، هكذاوالله أنه يستحق نسميه سوبر نظام.

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

سلسلة البلطجي والثورجي: الحلقة الأولى

حلقات : البلطجي والثورجي.....واليمنجي

تعريفات:
قيل أن البلطجي هو الشخص الذي يناصر النظام سواء بالقوة أو بمجرد الكلمة، ويعتقد أن ذلك ناتج عن حصوله على مقابل مادي،
وقيل أن الثورجي هو الشخص الذي يناصر حركة الاحتجاجات وما يعرف "بالثورة"، ويعتقد أن ذلك أيضاً ناتج عن حصولة على مقابل مادي،
أما اليمنجي فقد فرض على بقية اليمنيين أن يلحقوا ال جي بأنفسهم حتى لا يتوهوا في الزحمة ويخسروا الأجر!

الحلقة 1: ثلثين وثلث، ولا مابش:


منذ زمن بعيد، بعيد، وقريب، قريب، وفي إحدى ليالي رمضان التي باركها الله، وأهانها الناس، كنت عائداً على سيارتي، وكانت السماء قد أكرمت قلوب الناس التي حرمتها الأزمة من نعمة الأمان والإيمان بأمطار غزيرة. في تلك الليلة توقفت كعادتي عند تقاطع الطرق، أنتظر إشارة شرطي المرور الذي كانت يبدو نشيطاً يرفع يديه ليحث السيارات على الإسراع، في محاولة يائسة منه لتجنب غضب السائقين. تحركت كالعادة دونما استعجال، وقد وصلت بمحاذات المنبر الذي يعتليه الشرطي، ولم يكن بيني وبينه سوى سنتيمترات، حينها أندفعت سيارة نحو سيارتي كوحش وجد فريسته، وحدث ما لا يحمد. خرجت منفعلاً أشتم وألعن، فإذا شرطي المرور يؤشر لي بالحركة لكي لا أعطل المرور، ويقول: سيروا سدوا!... لم آخذ كلامه على محمل الجد، وليتني فعلت.

تحركت بسيارتي لأتوقف بعد أن تمكنت السيارة المعتدية من تجاوزي، وتوقفت بعد التقاطع مباشرة، وكان المطر لا يزال ينهمر. دعوت رجل المرور الذي لم يستجب لنداءاتي، برغم أنه كان يوجد رجل آخر يمكن أن يحل محله. لم أتمكن من أخذ أي حق من صاحب السيارة المعتدية الذي خرج فوراً ليتهمني بالخطأ، ولما كان لدي أطفال على السيارة، وبعد أن ملآت الأمطار قلبي بالرحمة، فقد أشفقت على نفسي، وأوكلت أمري إلى الخالق.

هناك على جانب الطريق كانوا ثلاثة يرقبون ما حدث، كانوا أصدقاء، ومازالوا، برغم مفرق الجماعات الذي لم يترك في بلادنا صداقة صافية، ولا حباً خالصاً...

قال الأول، وهو بدا لي ثورجياً: شفتوا كيف، الحقوق ضاعت في هذي البلاد، شفتوا كيف خرج المعتدي يزنط، هذا هو عمل النظام الفاسد، قلنا لكم لازم يسقط النظام، إسمعوا كلامي.

قال الثاني وهو بلطجي (لا شك) برغم أنه لم يكن يحمل صميل ولا شي: يا أخي ثورتكم هي سبب هذا. لو كان زمان على الأقل كان صاحبنا عيحصل ثلثين وثلث، مش أحسن؟
وصمت اليمنجي مراقباً الأثنين، بينما تابعتهم أنا، أنقل ما يدور بينهم بأمانة.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

الشياطين

نؤمن نحن المسلمون بوجود الشيطان الذي هو رمز لكل شر، وهو سبب معاناة الإنسان لأنه وحده هو المسئول عن زرع الشر في نفوس الناس و "الوسوسة" لهم ليبعدوا عن طريق الحق وجادة الصواب، ولا يختلف الأمر كثيراً عند غيرنا من البشر، حيث يرتبط كل شر بالشيطان، وذلك أمر يريحنا، فنحن البشر لا نريد أن نفكر ولو للحظة أننا مصدر الشر ومنبعه.
بدأت "ثورتنا" في اليمن بمبادئ سامية، خرج الناس يتطلعون لمحاربة الشر، ويبغون أن يسود العدل في البلاد. خرج الناس ضد ما رأوا أنه ظلم لحق بهم، وظيم لن يستطيعوا أن يتحملوه. خرج الناس بأحلامهم لمحاربة ما رأوا أنه "الشيطان" الذي أتعس حياتهم وجعلها جحيم لا يطاق. خرج الناس يجمعهم الأمل بمستقبل مشرق، ويدفعهم حب الحياة للتضحية لأجل أنفسهم ولأجل أبنائهم وأخوانهم، خرجوا يريدون "التغيير" والتغيير هنا كلمة لم يتفق من خرجوا حول معناها، فمنهم من رأى التغيير بتبدل الأحوال ليحصل على عمل وأمل لمستقبله، ومنهم ما رأى التغيير في سلوك الناس وأخلاقهم ومبادئهم التي أصابها ما أصابها من العطب، ومنهم ما رأى التغيير تبديل في الحكم لا غير.
مع الأيام لعب "الشيطان" لعبته، فإذا ما خيل لنا أنه أمل في مستقبل أفضل، يتحول إلى سراب، وإذا ما رأينا أنه محاربة "للشيطان" نتج عنه فتح أبواب الشياطين، لتصبح حياتنا أشبه بالجحيم.
شيطان الثورة:
نبدأ بهذا الشيطان الذي صور لنا أن "الغاية تبرر الوسيلة"، فإذا المبادئ السامية والأخلاق العالية التي بدأت بها حركة "المظلومين" تتحول وتتبدل، فالمبادئ تحولت إلى لعبة في يد الكبار قبل الصغار، وأقتنع من أستطاع أن يقنع نفسه بأن "الثورة" لا بد أن يشوبها ما يشوبها من "الأوساخ" وإذا باللعب بالأوراق السياسية تغلب "حماس الثائرين"، وإذا الحسابات تتصدر المشهد، وإذا الفاسدين المطلوبين يصبحوا ثواراً، وما ضير ذلك (في وجهة نظرهم) إذا كان سيؤدي إلى النصر!.
شيطان الثورة يبرر لنفسه تحويل حياة الناس إلى جحيم، ومعاقبة أولئك الذين لا يلتحقون "بركب الثورة" حتى لو كان أولئك يمثلون غالبية الناس، فشيطان الثورة يرى " أن الشرعية الثورية هي الأساس " وأن "من ليس معنا فهو ضدنا" وتلك المقولة التي تكررت على شفاه العديد من رجال الدين (الثائرين) هي نفسها التي قالها بوش الإبن! قبل سنوات.
شيطان الثورة لا يرى ضيراً في دفع الشباب للموت، نعم للموت في مواجهة لأخوانهم وجيرانهم، فهي في رأيه شهادة يستحقون بها دخول الجنة! لكنه لا شك يعلم بأن القائل والمقتول في النار، وإلا ما كان شيطاناً. شيطان الثورة يرى في الدماء وقوداً يستمر فيه في حرق الأخضر واليابس.
شيطان الثورة يحتل مؤسسات الدولة، يحرق، وينهب ويسرق! لا يترك شيئاً، والهدف؟ إحراج النظام ووضع قدرته على الإستمرار على المحك. شيطان الثورة استعان هذه المرة بشياطين كانوا أكثر جرأة منه، فلم يرعوا حرمة لشيء. وأحتفل "الثائرون" بشهداء "الثورة" من الشياطين، بل وصلوا عليهم داعين لهم الرحمة والمغفرة.
شيطان الثورة لم يجد ضيراً في قطع النفط وتخريبه، فهو يراه مسانداً للنظام وأداة من أدواته، ونسي أن شعب كامل يقتات من هذا النفط ويعيش عليه. أستطاع الشيطان أن يخنق الصغير والكبير في اليمن، وأصاب في مقتل مصادر العيش لآلاف وملايين من الناس. عندما جاء النفط من خارج البلاد، وجد سبيلاً آخر فقطع الطريق حتى لا يجد اليمني سبيلاً للحياة.
شيطان الثورة يواصل قطع وتخريب الكهرباء، فهذا الشعب الذي "لا يرى مصلحته" لا يستحق إلا أن يعيش في الظلام. هاجم محطات الكهرباء، قطع إمدادات الوقود، خرب خطوط النقل، وقال: هو شيطان الحكومة يريد أن يعيش الناس في ظلام.
شيطان الثورة يقلق الأمن، يحتل الشوارع ويغلقها، يستخدم القبائل لإثارة الفتن، يعتدي على المعسكرات والجنود، يغلق المصالح الحكومية، يقطع الطريق، يقسم الجيش، يجند الإطفال، يعسكر الجامعات، يمنع الأطفال من الذهاب لمدارسهم، كل ذلك لمصلحة "الثورة".
شيطان الثورة خرج بأبواق متعددة، ولم يجد مشكلة في تجنيد شياطين الإنس، الأعلاميين ودعاة حقوق الإنسان. مجلات، صحف، تلفزيون، تقارير. لسان حال هؤلاء الشياطين يقول: "الثورة مقدسة- منزهة عن كل عيب، وهي الحق وهي المستقبل وهي الطريق إلى الله وكلمته على الأرض، وهي التضحية، وهي الشهادة، وهي رأي الأغلبية، وما أولئك في الشوراع إلا مجاهدون صامدون تقدميون مظلومون قادة رواداً مصلحون " فليس لأحد أن يعارض هذا المد، إلا أن يكون من شياطين النظام، أو متخلفاً، أو بلطجياً، أو حاقداً، أو عميلاً أو غبياً." ليس من المهم بعد ذلك أي كلمة نختار، وأي صورة ننقل، مادام كل ذلك لدعم "الثورة"..... وما ضير الكذب والتلفيق والتهويل إذا كنا في جانب "الثورة".
شيطان الثورة يريدها "خلافة إسلامية" على هواه، وكما يراها هو، فالحق هو الله وكلمة الله لم تنزل إلا عليه فهدته إلى الحق، فماذا على بقية "الخلق"؟ عليهم أتباع شيطان الثورة الذي يهديهم إلى الله. إن الطريق إلى الله، كما يقول شيطان الثورة، يمر عبر التضحية، والموت هنا طريق مفتوح إلى الجنة، فقد ملك الشيطان مفاتيحها.
شيطان الثورة لا يريد حلاً أو حواراً، يريد حسماً! فكيف يمكن التحاور مع شيطان الحكومة، فالشياطين لا يمكن أن تتفق على شيء. شيطان الثورة الذي يمتلك "الحق المطلق" و "الحقيقة الكاملة" ليس بحاجة لوسطاء وعرابين، فالحق بيده ناصع، وهو ليس بحاجة لوضع الحجج ولا اتخاذ سبيل لإنقاذ الناس، فذلك على الله، أما هو فيكفيه أنه لن يتخلى عن مطلبه.
شيطان الثورة لا يريداً علياً، ولا يريد من يؤيده أو حتى يتعاطف معه، هؤلاء يجب أن "يحاسبوا" و "يحاكموا" حتى ولو مثلوا أغلبية الشعب، فالمسألة ليس مسألة "ديمقراطية". شيطان الثورة وعد بإستقدام "ملائكة مطهرين" يحاكموا هؤلاء حتى ولو بلغوا الملايين، فالعدل لا بد أن يسود، ومعياره لدى الشيطان، حتى لو كان الحاكم ملاكاً.
شيطان الثورة لا يريد إنتخابات، ولا مراوغات، يريد فقط أن يرحل النظام فيقوم هو بالحلول مكانه. لقد وعد الشيطان أن يقسم "الكعكة" بالعدل، فالإشتراكيون سيحصلون على دولتهم المدنية، والإصلاحيون سينشئون خلافتهم، والناصريون سيتمتعون بقوميتهم، والحوثيون سيتبعون إمامهم، بل إن الحراكيون سيأخذون حقوقهم.... أما سواهم فهم من النظام وليس لهم شيء.

شيطان الحكومة:
شيطان الحكومة متمسك بالحكم، لا يريد ان يتركه. استساغ عقوداً من السيطرة تمكن خلالها من إدارة الأمور كما يراها. إستخدم أساليباً مشروعة وغير مشروعة لتدعيم سلطته وتقوية مكانته. كان الفساد والإفساد وسيلته، وكان الفاسدون والمتنفذون رجاله. قلما أستمع لنصح، وقلما سعى لإصلاح.
شيطان الحكومة أستخدم كل الأساليب لكسب الإنتخابات، وزع الاموال، أخاف الناس، واستغل الجهل فحقق غايته ومبتغاه. لم ير يوماً في نظام الحكم سوى صورة يستخدمها لتحقيق أغراضه. لم يؤمن يوماً بالديمقراطية التي أسس لها، بل أستغلها ليستمر في حكمه، وليقدم للعالم صورة مشرقة لنفسه.
شيطان الحكومة يعتمد على الفساد، فالنفط يباع دون رقيب، والغاز لم يسلم الفساد فبيع بأقل من ثمنه، والأموال العامة تهدر لك يوم. المناقصات تخضع للمحسوبيات، والمتنفذون يحصلون على ما يريدون.
شيطان الحكومة يستخدم الأقارب والأصحاب والمقربون، يمكنهم من زمام الأمور، ثم يدعهم يسيطرون ويعبثون كما يشاءون. الولاء هو المؤهل اللازم، وهو المعيار الذي يوصل الناس إلى المناصب.
شيطان الحكومة لا يريد تغيير شخص، ولا مسئول مادام يثبت كل يوم ولاءه لها، وتمسكه بمنصبه. لا يهم بعد ذلك إن كان فاسداً أو ظهر ما ظهر عنه....
شيطان الحكومة يريد أن يبقى الامر كما هو، فالتغيير قد يفتح أعين الناس على مستقبل لن يتمكن شياطين الحكومة من تحقيقه. شيطان الحكومة يريد أن يظل الناس مغمضي الأعين، يعيشون للوصول لحاجاتهم اليومية فحسب.
شيطان الحكومة لا يرى ظيراً في تجنيد الموالين له سواء كانوا من القبائل أو من غيرهم، ماداموا سيخدمون أهدافه، ولا يرى مشكلة في إثارة فتنه تخرجه من مأزق، ولا يرى أن ترك الناس تدير شئونها بأنفسها سيضر بمصالحهم ويسلط القوي منهم على الضعيف.
شيطان الحكومة يستخدم رجال الأمن "بعصيهم" للتمويه، ويسعى في نفس الوقت لقتل "المتظاهرين" لأنهم يعارضونه.
شيطان الحكومة يراوغ ويماطل في الخروج من هذه الأزمة لأن ذلك يعني أن يغلبه شيطان الثورة.......

فمن أي الشياطين أنت؟

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

نيران الفرحة.. ونيران الألم

نيران الفرحة ونيران الألم
في اليمن قد لا تختلف طقوس الفرح عن طقوس الحزن كثيراً، على الأقل من وجهة نظر الآخر، فمن يدخل مجلساً للقات قد لا يعرف لبعض الوقت ماهية هذا المجلس، فمجلس العزاء ومجلس العرس لا يختلفان، بل وعلى المرء أن يتمعن في كلمات المنشد قبل أن يقرر ما إذا كان مجلس فرح أو حزن.
يقوم اليمنيون، ككثير من الشعوب، بالتعبير عن الفرحة بإطلاق النار في الهواء، وهي عادة قديمة جديدة، وقد أنحسرت كثيراً منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى بداية الأزمة في بداية العام الحالي. كانت التظاهرة التي قام بها اليمنيون قبل حوالي ثلاثة شهور عندما تنوقلت الأخبار عن شفاء الرئيس مفاجئة، فقد أعادت للواجهة هذا النوع من الطقوس الذي كاد أن يختفي. ونظراً لضعف الدولة عمل الناس على إحياء هذه الطقوس فأصبحت من جديد تقليداً في المناسبات السعيدة يحرص الناس على أتباعه. لقد لاقى الأمر استهجاناً من عدد كبير من اليمنيين نظراً لما يسببه الأمر من أذى للآخرين قد يصل لتهديد حياتهم، لكنه مع ذلك استمر وتكرر.
صباح هذا اليوم، الجمعة – 23 سبتمبر 2011م أفاق الناس على أصوات النيران تملأ أذانهم، وكان أكبر من أن يتجاهله حتى أولئك الذين تعودوا على أصوات النيران. اعتقد الكثيرون أن "الحرب القائمة" قد توسعت، ولكن المتأنون عرفوا بأن الأمر لا يعدو أن يكون مظهراً من مظاهر الفرح، والمناسبة كانت مفاجأة للكثيرين وهي عودة الرئيس من رحلة العلاج التي أعقبت حادث جامع النهدين.
نيران الفرح هذه والتي تكررت بشكل أكبر مساء الجمعة إختلطت بنيران الألم التي أنطلقت إثر تهديدات "التصعيد الثوري" التي أطلقها العديد من قيادات "الثورة" من شباب وقيادات عسكرية وغير عسكرية. تلك النيران أحرقت الكثيرين، لكنها أهم ما أحرقته هي توحد اليمنيين ومعيشتهم المشتركة التي تتحول يوماً بعد يوم إلى تاريخ نخشى أن نفتقده.
ما أسعدنا بنيران "الفرحة" إذا ما قارنها بنيران الألم التي أنطلقت منذ أيام. نيران الفرحة قد تترك ضحايا بالخطأ، لكن نيران الألم لا بد أن تترك ضحايا وجروحاً لا تندمل. نيران الفرحة قد تجنبنا الكثير من نيران الألم، فالنار تنطلق للسماء.
الليلة تختلط النيران، فلم نعد نستبين أنيران فرحة أم ألم!
مازال الأمل قائماً، ومازلنا ننتظر!

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

خواطر العيد

خواطر العيد
بالأمس كان السفر في فترة العيد ترفاً، وكان الأختيار ما بين المكوث في صنعاء بين الأهل وبين ترك كل ذلك من أجل قضاء بعض الوقت على الشاطئ أو للتعرف على مناطق جديدة، كان ذلك الأختيار صعباً، خاصة في شهر رمضان حيث يكون معظم الأهل في صنعاء.
أما اليوم فإن المكوث في صنعاء لم يصبح خياراً، فصنعاء تخنقها الشائعات، ويقض مضجع سكانها إنتظار، فمنهم من ينتظر أن "يرحل نظام" ومنهم من ينتظر عودة الرئيس، وبين هذا وذاك منهم من ينتظر النهاية فقد تحولت حياتنا إلى "مسلسل مكسيكي" طويل له بداية وليس له نهاية، كما وصفها أحدهم.
بالأمس كان السفر براً، وكان الأختيار يعتمد على الجو، والرغبة في التعرف، توفر الفنادق والمرافق، وكان البحر دوماً يغلب على خياراتنا. بالأمس كان قرار السفر يتم ليلاً ولا يبقى الكثير للتفكير فيه. بالأمس كان السفر يغطي مناطق متعددة، من الحديدة، إلى المخا وتعز والعدين، وإب وذمار، كان إلى تعز وعدن وإب و... أينما شئت.
أما اليوم فإين تتجه، هل إلى الشرق حيث قطاع الطرق، أم إلى الجنوب حيث لا طريق تأمنه، هل إلى الغرب حيث القلاقل، أم إلى الشمال؟ اليوم لا بد أن تأخذ حذرك، ويجب أن تحسب حساب كل خطوة، فإن أطمأنيت فلا بد أن تأخذ في الحسبان إحتمال تعطلك بسبب عدم توفر الوقود أو بسبب إغلاق الطريق من قبل الشيخ فلان أوعلان..
بالأمس كان السفر متعة تنغصة، أو قل تزين جماله الطرق التي تفتقر للصيانة والإرشادات، وأحيانا المطبات والحفر، واليوم لم نعد نعير تلك الأمور بالاً...... بالأمس كنا أثناء تنقلات العيد ننتبه للمطب والحفرة، نأسف لعدم وجود لوحة ترشد لأتجاه الطريق أو إسم المنطقة التي نعبرها، ونتمنى ألا نرى المخلفات البلاستيكية التي تغطي الأشجار وكأنها تخنقها. كان يؤلمنا عدم الإهتمام بوضع اللوحات الإرشادية حول الطرق التي يتم توسيعها أو صيانتها، وكنا كثيراً ما نرى ضحايا الحوادث الناتجة عن ذلك.....
في عيدنا هذا كان السفر جواً، إضطراراً لا رغبة، أصبح السفر براً ضرباً من الجنون والمغامرة التي قد تتحملها أنت، لكنك لا تريد أن تحملها أطفالاً لا يعوا من الدنيا كثيراً. مسافرون على الطريق يتعرضون لمخاطر كثيرة، في زمن قررت الحكومة فيه تجنب الصدام، متخلية بذلك عن أحد أهم وظائفها في حفظ الأمن. قبائل ورجال تخلوا بدورهم عن أبسط الأخلاقيات فأصبحت كمسافر رهناً ل"مزاج" لا تأمن تقبله، ولأعتبارات قد لا تفهما. فنوع السيارة قد يؤثر في قرارهم الإعتداء عليك، مثلما قد يؤثر على ذلك ربما إتجاهك السياسي أو ربما قناعاتك الدينية أو غيرها.....

المكلا
ووصلنا إلى المكلا، بعيداً عن مركز الأحداث في صنعاء. لم تكن السعيدة في مستوى النظافة المرجو، لعله يوم العيد!.... وصلنا والجو فيها ليس حاراً كما عهدناه، سعدنا أخيراً بهدؤ افتقدناه في صنعاء، حتى نقاط التفتيش التي واجهناها في رحلتنا إلى المدينة كانت خالية، فيبدو أن العيد قد قلل من حدة التوتر هنا...
استقبلنا البحر بالترحاب، وقضينا ساعات، بعيداً عن كل شيء، وكنا على موعد مع وسط المدينة، وبالتحديد بقرب البحر حيث نصبت بضع خيام، بدت خاوية.. وهذه "ساحة التغيير".... قيل أنها كانت تزخر بالمزيد من الناس فيما مضى أما الآن فقد فرغت، وقبل أن ندخل إلى تلك المنطقة قيل لنا أن الشارع الذي عبرناه كان قد فتح منذ عدة أيام بعد أن أحتلته جماعة من "الحراك الجنوبي".... المدينة هادئة لا جنود ولا سلاح... برغم كل شيء شعرنا بالارتياح.....
الحياة تسير بشكل "طبيعي" في المكلا. الناس يتجولون، وبأستثناء بعض نقاط التفتيش على الأطراف فإن المدينة تكاد لا تختلف عما عرفناها سابقاً. المكلا تعيش زمناً جميلاً، حيث يبدو أن الحياة فيها تزدهر، البناء في كل زاوية، والأحياء تشهد تطوراً..... وكأن أبناء المكلا قرروا أن يعيشوا حياتهم بعيداً عن تعقيدات "صنعاء"...
شواطئ المكلا الساحرة ظلت تجذبنا، مثلما تجذب أهل المكلا لأيام. رمال ذهبية ومياه تخفف من حرارة الشمس، وأمواج تزيد من متعة مرتادي البحر.
سيئون من جديد
رحلة استمرت عدة ساعات، تبدأ بارتياد الهضبة المجاورة للمكلا، وهو أمر لا يخلو من متعة النظر إلى طبيعة مختلفة، تكوينات رسوبية مميزة وجبال جرداء، وكان من حظنا وجود تجمعات للمياه حيث هطلت الأمطار قبل أيام قلائل، وقد عجبنا من تكوين الطريق الذي لم يأخذ بمعايير السلامة من حيث الرؤية، ومما أسفنا له أيضاً عدم وجود أية لوحات إرشادية، فيبدو أن أحداً قد سطا عليها جميعاً، واستمر الحال طوال الطريق، وقد عانينا من ذلك خاصة عند حلول الظلام، وقضينا بعض الوقت على الطريق بحثاً عن "سيئون"، حيث لم نجد من نسأله على الأتجاه، وتلك طبيعة تختلف عما نجده في مناطق أخرى حيث تجد المحلات والسكان.
الكثير يميز وادي حضرموت، فمن غابات النخيل الساحرة في وادي دوعن حيث هبطنا في الوادي، إلى المباني الطينية الجميلة والتي أكتسى بعضها حللاً ساحرة من الألوان، إلى الجو الذي يتصف بالجفاف الشديد، ولا يخلو من حرارة تلفح الوجه، ولكن ما خفف علينا حرارة الجو تفكيرنا بمسابح الوادي المنتشرة والتي استطاعت امتاعنا بساعات من السباحة التي لا تملها.
قيل لنا كان هنا "ساحة التغيير" وبأستثناء ذلك بدت المدينة مثلها مثل المكلا غير عابئة بما يحدث في صنعاء. كانت بعض الشعارات قد طالعتنا منذ دخلنا الوادي وهي شعارات "تغيير"، ولا يخلو بعضها من شعارات ضد "الاستعمار اليمني" كما ذكر، وأعلام "لجمهورية اليمن" السابقة.
سيئون تطورت، شوارعها أخذت من المدنية الحديثة الكثير، حتى تكاد تقضى على تميزها، وأضيئت المدينة بأنوار كثيرة..... ومثل بقية وادي حضرموت ظهرت الطريق السريعة تجاورها. سيئون الهادئة أصبحت تعج بالناس، المحلات التجارية والمتسوقون يملؤون الشوارع بعد أن كانت خالية، وبعد أن كان سوق البلدية هو الوحيد.
قصر سيئون مازال علامتها المميزة، واقفاً على حاله. تاريخه يحكي تاريخ مدينة، ومازالت وظيفته كمتحف قائمة. رأينا أن المتحف قد تطور بعض الشيء، زاد ترتيبه وتم ترميم بعض الأجزاء، غير أن بقية القصر بقيت مغلقة "لحاجتها للترميم".....

تريم
عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010م.... شوارع معبدة مضاءة، بدت المدينة وقد أكتست أيضاً حلة عصرية بعد أن كانت مهملة. منارة المحضار الطينية الشهيرة كانت مقصدنا، وعرجنا على مكتبة الأحقاف التي تزخر بأكثر من 6000 مخطوطة، وبالرغم من أننا لحظنا وجود عدد كبير من المطاعم، إلا أنها كانت مغلقة وقد قيل لنا أنها ستفتح عقب فترة "الست البيض"، لذا فقد لجأنا إلى ظلال الأشجار لتناول وجبة الغداء بعد أن علمنا أن فندق قصر القبة قد أغلق نهائياً، وقد كان الفندق مقصداً للسواح والزائرين... قصور تريم الشهيرة رممت لتبدو في حلة بهية، وبدا أنها مثل سيئون أصبحت لا تعبأ بقيض النهار فالناس يسيرون تحت الشمس وفي منتصف النهار، والمحلات تفتح أبوابها.
ساحة التغيير في تريم، رأيت منها خيمتين أثنتين، ولم يكن هناك من يمكن التحدث إليه. كانت اللافتات والأعلام تملأ الفضاء، لكن غابت الروح البشرية إلا من الناظرين.

لا بد من صنعاء
بعيداً عن حضرموت وهدوئها، حيث بدت وكأنها عالم آخر لا يعبأ بما يحدث حولها، عاشت صنعاء أياماً عصيبة خلال فترة العيد، فسكانها كانوا يتوجسون، ينتظرون "الحسم الثوري" تارة و "التصعيد الثوري" أخرى، يستمعون للتهديد والوعيد، وبأستثناء الشائعات التي أرقت السكان، وبأسثناء إطفاءات مطولة للكهرباء على غير العادة، فقد ظلت المدينة على حالها، واستمرت الشائعات تأكل في أرواح الناس... عدنا إلى صنعاء التي بدت هادئة "اكثر من اللازم" وكأنها تنتظر شيئاً ما. قوات الجيش والأمن مازالت في الشارع كما رأيناها، ورجال من القبائل تتمترس في مناطق بعينها، صنعاء مازالت تنتظر، ولم تستطع حتى الآن أن تحسم أمرها وتحتج عما يحدث لها.

السعيدة تعاني
السعيدة التي وفرت لنا إمكانية الأنتقال في هذه الظروف تعاني، ربما مثل مسميتها، فموظفو المطار لم يبد عليهم الإهتمام بالمسافرين، التأخير لم ينتج عنه حتى إعتذار لن يكلف شيئاً، والمضيفين لم يكونوا استثناء، كانوا كمن يؤدون عملهم عنوة، وبدت الطائرة متسخة مهملة..... وكأن حالها لا بد أن يذكرنا بأننا لم نغادر أرض السعيدة.

(نظراً لسوء الكهرباء سأقوم بمشاركتكم ببعض الصور لاحقاً)

الخميس، 18 أغسطس 2011

غزوة بدر... غزوة الأحزاب

يبدو أن الازمة في اليمن لم تبقي ولم تذر، فقد استخدمت كل ما يمكن أستخدامه من وسائل الصراع، وكل يوم تستنفذ المزيد من الوسائل، ف"الثورة" بدأت على أسس أخلاقية تدعو "للعدالة والمساواة ومحاربة الفساد" ثم ما لبثت أن أنزلقت وفقدت تلك المبادئ بعد أن ظهر على رأسها من هم ليسو بأهل للمبادئ والقيم السامية، وهكذا تطور الأمر، وتحولت نداءات "الثورة" لأصوات للتغيير لا يفهمها أغلبية الشعب اليمني، وبعد هجوم جامع النهدين لم يعد هناك من "مسوغ" للمنادين بالتغيير، بل إن ما تلى ذلك الحادث من أزمات في الوقود والكهرباء زلزلت ما تبقى من تلك النداءات بالتغيير.
المجالس الإنتقالية التي أعلنت، الواحد تلو الآخر، لم تأت بجديد، فقد جاءت كمحاولات "يائسة" لإستدراك الخطأ القاتل الذي ارتكبه رواد "الثورة" ومن سار في ركبهم، حيث يبدو أنهم لم يستوعبوا موعد نضوج الثمرة، والآن يحاولون بكل قوة إبقاء تلك الثمرة التي أوشكت أن تسقط.. إن لم تكن قد سقطت فعلاً.
الطريف في الأزمة اليمنية إستخدام "الدين"، والذي ظهر في أردأ صوره. كان إستخدام يوم الجمعة، وكانت مناسبة لتحقيق العديد من الأهداف، فيمكن من خلاله جمع أعداد غفيرة من الناس، ويمكن من خلاله التحريض وإثبات القوة، وتحديد المواقف. إستخدمت قوى المعارضة الجمعة مثلما إستخدمتها الحكومة، ويبدو أن كلاً منهما قد حقق أغراضه، فتحولت الجمعة إلى تظاهرة سياسية.
إستخدم طرفا الأزمة في اليمن الدين أيضاً في إيضاح سلامة موقفه وتبرير تلك المواقف وإلصاقها بأصل الدين الإسلامي، فينما أعتبرت المعارضة أن "الثورة" ومساندتها واجب ديني، بل وزعمت أنه "جهاد" مقدس وبأن التخاذل هو نوع من "الكفر"، عملت الحكومة على الإيضاح بوجوب طاعة الحاكم وولي الأمر، وركزت على مبدأ التسامح والتعايش بين الناس كأساس ديني.
يبدو أن المعارضة قد استفدت أدواتها كما أسلفنا، فلجأت إلى أسلوب جديد يبدو أن الهدف منه أثبات "الوجود"، فبعد هزيمة قوى المعارضة عسكرياً في الحصبة، ثم في أرحب ونهم، وفشل محاولاتها للإستيلاء على السلطة بكل الوسائل بما في ذلك محاولة تحويل تعز إلى "بني غازي"، سمعنا منذ أكثر من أسبوع عن "غزوة بدر"، ويبدو أن من أطلقوا تلك الحملة هدفوا إلى الإيحاء ب "النصر" وربط ذلك النصر بالفئة التي تمتلك "في وجهة نظرهم" الحق. فالفئة "الضالة" وهي النظام القائم لا بد أن تهزم في هذه الغزوة ليظهر الحق.
مر يوم 17 رمضان بسلام بأستثناء وجود أمني مكثف في شوارع العاصمة. هذا الوجود الأمني أعطى الآلاف من الناس ممن لم يأبهوا بالتهديد، وخرجوا لشراء ملابس العيد، نوعاً من الطمأنينة....قيل الغزوة ستكون فجراً وقيل يوم الخميس... وقيل وقيل...
لا أدري لماذا اختار هؤلاء غزوة بدر وشوهوا بذلك تاريخ يعتز به المسلمون، ولعل لسان حال الحكومة ومن سار في ركبها يقول... بل هذه غزوة الأحزاب، فها في قد أتفقت وتآلفت لتحقيق غرضها.....
غزوة بدر... غزوة الأحزاب...

الأحد، 17 يوليو 2011

ونجحت الثورة...

ونجْحت الثورة!

بدأت كثورة على الفساد الهدف منها هو تغيير الواقع الذي تراكمت فيه الأخطاء وسيطرت فيه جماعة على الأوضاع وأنحرفت عن الطريق الذي يمكن أن يحقق العدالة، وأصبح التغيير مطلباً ملحاً لكنه بعيد المنال.
رفعت راية التغيير وظهر على هيئة "ثورة" إتفقت عليها فئات كبيرة من المجتمع، "ثورة" رأت فيماحدث في تونس ومصر أنموذجاً يمكن إعادة تكوينه في اليمن. لم تكن "الثورة" على أفراد بعينهم بقدر ما كان على واقع في مجتمع إعتاد على الفساد حتى أصبح جزءاً منه. كان الهدف هو التحلل من الماضي الذي فسدت فيه أخلاق المجتمع وقيمه وبناء الحياة على أسس جديدة.
خرج بعض الشباب، وخرج معهم كل متطلع لمستقبل أفضل، رجال، نساء، وحتى الأطفال شاركوا، كانت بوابة جامعة صنعاء منبتاً لآمال عراض جذبت الكثيرين ومن أجيال مختلفة. كان يجمعهم الأمل بحياة أفضل. عملوا لأيام وأسابيع وكأنهم يبنون وطناً لا خياماً مؤقته، وكنت ترى النشاط والحركة فتعجب عن الدافع وراء هؤلاء، وترى التعاون والتفاهم فتعجب هل يمكن للأمل أن يصنع ذلك كله؟
لحقت الأحزاب الركب، ليس لأنه لم يكن لها دور منذ البداية، لكنها كانت تخاف من الظهور. جاءت الأحزاب التي لم تنجح لأكثر من عقدين في تقديم بديل للنظام القائم يرتضيه الناس، جاء ت الأحزاب لتتقمص روح الشباب، وهي الأحزاب الهرمة التي على رأسها شيوخ لا يملكون من الأمل إلا حلمهم في الوصول للقمة قبل أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
سرعان من سيطرت الأحزاب على الساحة، وظهرت ثقافة تلك الأحزاب، فها هم الشباب تحت الرقابة، وأصبح للساحة وزارة للإعلام، وأخرى للصحة، وكذلك وزارة للداخلية ورجال أمن، بل ومخابرات، وأصبح كل شيء بحساب. بدأ تقاسم السلطات في الساحة وبدأ الصراع على أشده، واصبحت القضية من يسيطر على الساحة.
وضعت الأحزاب أموالها المشبوهة تحت تصرف الساحة، وتوفرت للشباب متطلباتهم دون أن يبذلوا أدنى جهد. وتاه الشباب في أموال الأحزاب وقدراتها فتركوا الحبل على الغارب لتلك الأحزاب، فصارت هي التي تقرر كيف ومتى تتحرك "ثورة" الشباب، ولم يتمكن الشباب على مدى شهور من تكوين من يمثلهم، وظلت الأحزاب دوماً هي من يسيرهم، بل وأوحت إليهم أنهم يجب ألا يتكلتوا، فالأحزاب كانت ومازالت ترى في الشباب قوة لن تستطيع مواجهتها، لذا عملت على جعلها كالكلب الجائع الذي تمسك بزمامه، فمتى شاءت أطلقته لتصفي حسابها مع النظام،....... ووقع الشباب في الفخ.
"حيا بهم... حيا بهم"، كان الشباب بابتسامتهم يستقبلون بها كل من دخل منطقتهم، وكان لتلك الكلمات وقع السحر على من يذهب لساحة الجامعة، فيدمن عليها ويعاود الذهاب.... كان الشباب يحسون بالقوة كلما رأوا مئات من الناس صغاراً وكباراً رجالاً ونساء يتجولون في الساحة ولو لمجرد الإطلاع والفضول. كان الشباب يحسون أن كل من جاء للساحة سينقل رسالة عن تطلعاتهم وطموحاتهم، وقد نجحوا إلى حد كبير في جذب الآلاف من الناس على مدى الأسابيع الأولى "للثورة"....
"حيا بهم... حيا بهم"، سرعان ما جذبت عناصر أخرى، المتطلعين والإنتهازيين، والأسوأ "اللصوص" و"الفاسدين" بل و "المطلوبين من قبل الثورة".... سرعان ما تحول أولئك إلى منظرين وقادة لحركة الشباب بحكم جاههم، سلطانهم، مالهم وغيرها من العوامل. من أولئك من يرتبط بالأحزاب التي سيطرت على الساحة، ومنهم من كان محسوباً على النظام القائم نفسه (بل وأكثر)، النظام الذي كانت تستهدفه "الثورة".... ووقع الشباب في فخ "حيا بهم" وأعمتهم الرغبة في زيادة عددهم عن الهدف الرئيسي "للثورة".
نقاء "الثورة" إختلط ب"خبث" الأحزاب وتخطيطها، وأوساخ الفاسدين، المصداقية التي كان الشباب يتمعون بها في بداية المرحلة ذهبت أدراج الرياح، ووقع الشباب ضحية لدعوى "أنها الحرب" و"الحرب خدعة" وأن الحرب الأعلامية هي إحدى لوازم المعركة... ووقع الشباب في فخ الكذب والتهييج الإعلامي، الذي سرعان ما أنكشف لدى عامة الناس.
وتفاوضت الأحزاب مع النظام، مرة ومرتين وثلاث، وكان الشباب بموقف "المتفرج"، يشاهد ويكتفي بذلك، وعلى النقيض كانت الأحزاب تحتفظ بالشباب لتحرقهم عند اللزوم. وكانت توحي إليهم بأنهم يجب ألا يتنازلوا عن مطلبهم في "إسقاط النظام"، بل و"إسقاط الرئيس"، ووقع الشباب في فخ عدم تخليهم عن مطالبهم ووقوفهم موقف المتفرج مما يحدث حولهم.
مع مرور الوقت بدأت الثورة تفقد بريقها، ومعناها. بدأ المواطن يرى ألا شيء يتغير وأن إستمرار "الإعتصامات" لن يؤدي لشيء. أستهلكت مشاعر الناس في القتلى الذين سقطوا، ورأت الأحزاب التصعيد عبر الدعوة للعصيان المدني، والقيام بمسيرات في الشوارع، وقد فشلت تلك الوسائل، بل كلفت "الثورة" الكثير بفقدان التعاطف مع "الثورة" ومطالبها، فقد إستخدمت الأحزاب أساليب الترهيب، ورأى الكثيرون أن تلك الوسائل عبثية لا تفيد أحد. ووقع الشباب في فخ التصعيد، وذهب العديد منهم ضحايا له.
مرة أخرى رأت الأحزاب أنها وصلت لطريق مسدود، فالثورة تكاد أن تنتهي ولم يتحقق شيء، وقد أستغل النظام الوقت وبنى قواعد من المتعاطفين معه والمؤيدين يكاد عددهم يفوق المتعاطفين مع "الثورة" والمؤيدين لها. ورأت الأحزاب أن لغة القوة هي الملجأ الأخير، وأن "الإنقلاب" سيحقق الغرض. وقف الشباب يشاهدون الحصبة وهي تحترق، وحالما ظهرت حجم الكارثة أصبح الشباب الملجأ، وصلى الشباب على قتلى الحصبة ممن إحتلوا مؤسسات الدولة بصفتهم "أبطال وشهداء الثورة"... وأصبح الشباب ليسوا أكثر من رقم يضاف لخانة "قادة الثورة" الجدد القدماء. ووقع الشباب في فخ مواجهات مع السلطات لم يكونوا طرفاً فيها ورأى الناس فيها عبثاً بالمال العام وجريمة في حق الناس أنفسهم، فكيف تصبح مؤسسات الدولة هدفاً "لثورة" يفترض أن تقدم نموذجاً أفضل للمستقبل.
في مشهد درامي رقص الشباب على مشاهد الدماء وأشلاء الضحايا في بيت من بيوت الله، أطلقوا الأعيرة النارية، غنوا، رقصوا، ذبحوا الذبائح. في يوم "مقدس" لدى غالبية اليمنيين رأت الأحزاب حرق آخر أوراق الشباب، فها هم يحتفلون بالموت، في مشهد ربما ليس له مثيل، فحتى مقتل أسامة بن لادن وما تبعه من إحتفال البعض في أمريكا أثار حفيظة الكثير من الأمريكيين الذين رأوا في الإحتفال بموت إنسان صفة غير إنسانية، فماذا إذا كان الموت شمل العشرات ممن كانوا يؤدون الصلاة في يوم مقدس. ووقع الشباب في فخ إيحاءات الأحزاب.
أستخدمت الأحزاب الشباب، حققت الكثير من أغراضها، رفعت من أرصدتها لدى العامة (أو هكذا تعتقد)، تفاوضت مع النظام بقوة الشباب، وتحالفت مع بعضها، ومع الشباب، وهاهي تعمل لتقسيم "الكعكة" فيما بينها، وبالطبع لن يكون للشباب إلا ما تبقى من الفتات.
أستهلكت "الثورة" مشاعر الناس، خيبت آمالهم، وأضرت بطموحاتهم. عقدت "الثورة" حياة الناس وأضرت بحياتهم اليومية، قطعت أرزاقهم، قطعت الكهرباء، وجعلت الحصول على الوقود معركة يومية، ومع ذلك كله لم تحتفظ "الثورة" بمبدأ واحد من مبادئها....
ألم تنجح الثورة بعد؟
(ملحوظة: كلمة نجحْت بتسكين الجيم تعني إنتهت أو فرغت وذلك باللهجة الدارجة الصنعانية)

الاثنين، 11 يوليو 2011

أنهبوني...

 قبل أن يذهب بالكم بعيداً.. إقرأوا هذه السطور.


نصف عام مر من عمر هذا الزمن، يوماً بيوم، وساعة بساعة  والأزمة في اليمن تزداد عمقاً، وتتحول معاناة اليمنيين إلى روتين يومي.  نصف عام من الترقب، البحث، التجهيز ووضع الأحتياطات، نصف عام زادت الكثير من اليمنيين فقراً على فقرهم، وزادت الشباب إحباطاً، وأوجدت اليأس في نفوس الغالبية العظمى من الناس.  نصف عام من الشتائم والمماحكات والبذاءات، من الصمت والتجهم الذي أصبح سمة كل وجه يمني.  من الخوف، من الدعوات للحوار والضجيج الذي لا ينتهي، من طلقات الرصاص والقتل، من المؤامرات والأغتيالات، من الفوضى التي ملأت حياتنا وشوارعنا، من العناد.... 
نصف عام من الفراغ الذي أصبح سمة أعداد كبيرة من الناس.  نصف عام ذهب سدى من عشرات الآلاف من الطلاب، ونصف عام أنضم فيه عشرات الآلاف من نخبة المجتمع إلى قائمة العاطلين ومتلقي الإعانة الحكومية، فهؤلاء يستلمون "أجوراً" لمجرد وجود أسماءهم على قوائم جامعة صنعاء وغيرها من المدارس والمنظمات الحكومية والخاصة.
نصف عام نشأت فيه آمال وماتت فيه أحلام، نصف عام يصلي الناس الجمعة ليس لأجل خالقهم، وإنما لتحقيق مآرب أخرى......

نصف عام إنكشف الغطاء عن المزايدين، وأتضحت الصورة التي غطتها الغشاوة لزمن، فمعارك الحصبة أثبتت أننا لا نختلف عن سوانا، وحادث النهدين عملية قتل ليس إلا.

أما الحكاية فتقول:

كان سكان مدينة صنعاء في منتصف القرن الماضي غالباً ما يتعرضون للنهب بين حين وآخر من القبائل، حيث كانوا يدخلون البيوت ويأخذون ما يحلوا لهم.  في إحدى المرات علم أحد سكان حارة العلمي بصنعاء القديمة أن القبائل متجهة لنهب صنعاء، فقرر هذه المرة أن يأخذ أحتياطاته فطلب الحماية من عدد من الرجال من منطقة جدر القريبة من صنعاء الذين لبوا النداء.

جاء "النهابة" وصالوا في بيوت المدينة ما شاءوا، أما بيت صاحبنا فقد "سلم" من النهب بفضل أصحاب جدر.  بعد ذهاب "الناهبين" بأيام قال صاحبنا لأصحاب جدر "والله يا قد عملتوا الواجب يا رجال قد النهابة ساروا ويمكن تروحوا ولكم الشكر"... رد عليه رجال جدر "يا عيباه كيف نسير ويرجعوا النهابة ينهبوك وتقع عيبة في حقنا، ما هذا ما احناش به".  إستمر صاحبنا في خدمة أصحاب جدر يقدم له الطعام ويهتم بهم أياماً، وكلما أخبرهم بأنه لم يعد بحاجتهم رددوا عليه بقولهم الأول.

تعب صاحبنا من خدمة أهل جدر وتملكه اليأس لعدم رغبتهم في الرحيل عنه فأتاهم رافعاً شاله قائلاً "بجاه الله.... بجاه الله.... أنهبوني... أنهبوني أفتهن"... 
ولعل هذا لسان حال اليمنيين هذه الأيام، يريدون حلاً لهذه الأزمة التي طالت وأهلكت الحرث والنسل...