الأحد، 8 يوليو 2012

ثلثين... وثلث

ليست من عادتي الألتحاق بمجالس القات، ليس بسبب أني لا أخزن، ولكن لأن الموضوع الذي يتعاطاه المخزنون منذ أكثر من سنة معروف، وليس هناك من جديد.  المهم أن الظرف ساقني إلى إحدى هذه المجالس وقد طرح سؤال شهير ومتداول هو ما الذي حدث في اليمن؟

ساق الحاضرون وجهات نظرهم في نظام وتتابع، مع مداخلات جدلية خارجه عن النص، وتراوحت الأراء ما بين تفاؤل تام، وتشاؤم كامل.  بعض الحاضرين رأى أن "التغيير" قد حدث وأن الأمور الآن تسير نحو "مستقبل مزدهر"، بينما أنكر آخرون هذا الأمر وعبروا عن خيبة أملهم بما جرى وبما آلت إليه الأمور.  كل طرف ساق مبرراته التي أشترك في كثير منها الطرفان مع اختلاف في طريقة استخدامها.

قال البعض بأن التغيير قد حدث وأن هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن "اليمنيين" قد تركوا الماضي وراء ظهورهم وأن "ثورتهم" كانت ثورة ضد إرث من الخوف والتخاذل، وأنهم لن يرضوا بأن يعودوا للماضي، وأشاروا إلى "إتحاد اليمنيين" على مختلف توجهاتهم لتحقيق هذا الهدف، وأكدوا بأن المستقبل "مشرق".

الطرف الآخر قال بأن التغيير لم يحدث، بل كان محاولة أعادت الأمور للماضي والدليل على ذلك أن التغيير أقتصر على استبدال الرئيس وتقاسم الكراسي وليس تغييراً في المفاهيم العامة، وأزداد الأمر سوءاً بانهيار منظومة القيم بشكل غير مسبوق أدى إلى زيادة أنتشار الفساد.

الأختلاف ظهر جلياً:هل حدث "تغيير" أم لم يحدث؟، أو هل حدثت "ثورة" أم لم تحدث؟ ونظراً لأن لكل طرف مبرراته وأطروحاته، فقد إقترح أحدهم اللجوء للطريقة التقليدية في حل الخلافات في اليمن، ثلثين... وثلث.....

الطريف أن النقاش قادنا إلى محاولة معرفة لمن "الثلثين" فبينما أكد الطرف الذي يقول بوقوع ثورة أن الثلثين هي للثورة التي غيرت مجرى تاريخ اليمن، يقول الطرف الآخر بأن الثلثين مازالت من نصيب من لا يقولون بوجود ثورة.

على غير عادة اليمنيين جاءت المبادرة الخليجية فقسمت الأمر نصفين على الظاهر، لكن يتبقى أن الرئيس ومجلس النواب وغيرهما من مراكز القوى والسلطة مازالت من نصيب المؤتمر ومن يدور في فلكه......