الخميس، 21 أبريل 2022

التفاؤل- وصفة النجاح

أنقشعت زوبعة مجلس القيادة الرئاسي، ولم يكن مفاجئاً انتقال المجلس والحكومة وما تبقى من مجلس النواب إلى عدن. كان الترتيبات جاهزة لشكليات أداء اليمين، واتحف اليمنيون بآلاف الصور لوجوه مبتسمه محاولة خلق الأمل والتفاؤل في عقول ملايين اليمنيين بوجوههم البائسة، إن لم نقل اليائسة.
سبع سنوات منذ بدء الحرب الشاملة في اليمن، اما الحرب فقد بدأت فعلا منذ أكثر من عقد من الزمن. سبع سنوات لم يحقق اليمنيون فيها غير الدمار والخراب، ولم يعيشوا الا أحد اسوأ فترات تاريخهم. فترة انكشاف الاقنعة، في غياب للقيم والمبادئ الفضيلة، فكأن "النخبة" اليمنية تتسابق على اثبات انها الأسوأ والأكثر أنانية فيما عرفه الانسان. نخبة تشترك في الدفاع عن شيء واحد فقط وهو المصلحة الشخصية لا غير.
لم يبق لأحد من "نخبة" الحكم اليمنية أن يدعى النزاهة، او أن يسوق للمبادئ، او حتى أن يقدم نفسه بديلا صالحاً. خبرهم الشعب اليمني بما فيه الكفاية، فأثبتوا، بل ويثبتوا جميعاً انهم عاجزون عن يلبوا الحد الأدنى من تطلعات الشعب. جميعهم تركوا المواطن وهمومه، وركزوا على حماية انفسهم وتحقيق مكاسبهم الشخصية. ارتبطوا بطهران والرياض وابو ظبي ومسقط والدوحة وانقره، ولم يرتبطوا باليمن!
مع ذلك كله فما حدث مؤخرا يحرك مياهاً راكدة، فهو يجمع أعداء الحوثي في إطار ما، وقد يشكل ذلك تطوراً نوعياً اذا ما تمكن الترتيب الجديد للسلطة من ايجاد بديل للحوثي. المشكلة ليست في التغلب على الحوثي عسكرياً، بل هي في ايجاد بديل مقبول. لن تتمكن القوة العسكرية، مهما بلغت، من هزيمة الحوثي، إن لم يكن هناك بديل أكثر استقراراً.
ما هو المطلوب إذن للنجاح؟
أتى الترتيب الاخير للسلطة ليعكس القوة والسيطرة كعنصر أساسي في توزيع "كعكة الشرعية". هذا بالطبع قوض الشرعية وساواها بالحوثي، من ناحية المبدأ.  لم يعد ممثلو الشعب ممثلي الشعب، ولم يعد الدستور دستورا، ولا القانون قانوناً. كل شيء اصبح محكوماً بالقوة لاغير. لا بأس بذلك، ولو مؤقتاً، وهو بالطبع افضل مما حدث عقب ربيع اليمن،  حيث تم الاعتماد على وصفة مثالية لم تأخذ في الحسبان موازين القوى.
١- من نافلة القول التأكيد على التزام الأطراف بروح المصلحة، ككل وليس لكل طرف على حدة. هذا يتطلب العمل الجاد، واكتساب الثقة.
٢- "التوافق" كلمة مطاطة تفتح المجال للتملص من المسئولية، يجب عوضاً عن ذلك ان يتم العمل بالاغلبية.

 ٣- على الجميع أن يدرك ان توزيع الحصص كإطار للعمل آليه تستحث الفشل. الدولة بحاجة لكفاءات وقدرات لا انتماءات فحسب، والا سينتهي الامر لتقاسم الفشل.
٤- لا هروب، لا يجوز ان يحتفظ اي انسان لا يقاسم اليمنيين حياتهم اليومية بأي منصب. غير مقبول ان يعيش اي مسئول خارج الحدود.
٥- الصراحة، مطلوبة واساسية للنجاح. الغموض والمواقف الرمادية لا تقنع أحداً. لن ينتظر الناس طويلاً لإدراك الفشل..
٦- الهدف: وهو أهم وأصعب عنصر لتحقيقه، فبدون هدف واحد يصبح الحديث عن أمل في الخروج من هذا المأزق ضرباً من المحال.
كم من العناصر الرئيسية الست المذكورة متوفرة لدينا يا ترى؟ وهل نسير في الاتجاه الصحيح، على الاقل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق