الخميس، 7 أبريل 2022

فرسان الاحلام- انقلاب هادي على نفسه

 


فرسان الأحلام
اعلان هادي عن نقل صلاحياته لمجلس من ثمانية اعضاء، كونه بنفسه، لإدارة شئون البلاد، هل يحق لنا التفاؤل؟
جاء اعلان هادي 6  ابريل عن تكوين مجلس للقيادة وتخليه عن صلاحياته كرئيس منتخب عقب ما يبدو أنها نتائج مشاورات الرياض بين أطراف يمكن تسميتها مجازاً بأطراف الشرعية، حيث تشترك بمعاداتها للحوثي وتختلف في كل شيء آخر.
مخرج هذا الإعلان هو نفسه مخرج المبادرة الخليجية الشهيرة عام ٢٠١١، والتي كانت أول خطوة في هدم الشرعية اليمنية، حيث استبدلت الاتفاقية التي توافق عليها عدد من السياسيين الذي لم يدركوا حجم الجرم الذي يرنكبونه، بالدستور اليمني الذي أسس لقيام الجمهورية اليمنية والذي استفتي حوله الشعب اليمني.
جاءت الطعنة الثانية للشرعية الدستورية، ان صح التعبير،  في مؤتمر الحوار الذي أسس لشرعية بديلة، غير منتخبة ايضاً سعت للاستعاضة عن الدستور بنصوص جديدة، لم يجري حتى التوافق عليها.
انقلاب الحوثي على الرئيس هادي، والذي فشل في ازالته،  وتكوين مجلس ثوري ثم رئاسي، مثل ضربة جديدة للشرعية، التي استمرت كأسم وأمل.
مرت سبع سنوات اثبتت ان "شرعية هادي " التي فشلت بين 2012-2014 فاشلة في تحقيق اي شيء يذكر، حيث زاد الطين بلة الطعنات المتلاحقة للشرعية من جماعات تكونت للاستفادة من ضعف سلطة هادي. وقد فشلت شرعية هادي في تحقيق اي شيء للشعب اليمني.
بعد يأسه من واقعه، اصبح الشعب اليمني ينتظر الفارس المنقذ، كما تنتظر فتاة عديمة الحيلة فارس الأحلام الذي ينقذها من ظلم وجور ابوها. طال الانتظار، ولم يأت ذلك الفارس.
فجأة،  يظهر ثمانية فرسان مرة واحدة. بتعيين مجلس القيادة أسدى هادي، كما يبدو، الطعنة الأخيرة للشرعية. مجلس جديد معين بذات الادوات التي أخرجت المبادرة الخليجية.
هل لنا ان نتفاءل، كما يريد مني صديقي؟ في الواقع ان ما حدث سيحرك المياه الراكدة ولا شك، فأي شيء افضل من عجز هادي.  لكن!
لكن ما حدث وضع الحوثي وأطراف الشرعية على قدم المساواة، من حيث "شرعيتهم"، فهو انقلاب جديد، بني على انقلاب. من جهة أخرى، لا يمكننا التفاؤل مع وجود ثمانية رؤس... "لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا".. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق