الأحد، 4 نوفمبر 2012

يوميات معيد- على الطريق


يوميات معيد
العيد فرصة للخروج من دائرة الروتين، ولكن أين الروتين في حياتنا، لقد أفتقدناه لذا فإن العيد كان مليئاً بالتأملات، كغيره من الايام، ولعل هذا هو الشيء الرتيب الذي أصبح يملأ حياتنا.
 
1. على الطريق
في السنوات الأخيرة تغيرت بعض العادات الخاصة بالعيد، وساهمت كثير من الظروف في ذلك، فبعد أن كان العيد فرصة للقاء الأقارب والأحباب، وكان الجميع يحرص على قضاء يوم العيد قريباً منهم، رأينا الكثيرون ممن يتخذون العيد فرصة للسفر والنزهة، ولا شك أن ذلك أفقدنا كثيراً من حلاوة العيد وأفتقدنا لقاءاتنا بأحبائنا وقت العيد، ويبدو أن كثيراً من الظروف قد ساهمت في تفضيل الكثيرون للسفر ومنها ظهور عدد من الإتجاهات الجديدة والمحببة خاصة منذ العام 1990 وظهور عدن-مثلاً- كوجهة محببة للأستكشاف والنزهة، أضف إلى ذلك إتساع نطاق الأسرة مما جعل زيارة العيد لدى الكثيرين واجباً يصعب القيام به، أما في الفترة الأخيرة فزيادة المشاكل والضغوط في المدن جعل من السفر أمراً ضرورياً لدى الكثيرين للخروج من دائرة خانقة من الفوضى.
هذا العيد كانت نزهتي قصيرة وشملت تعز وعدن.  الكثير من الأصدقاء نصحني أن أعدل عن فكرة السفر في هذه الظروف وفي ظل حوادث التقطع والأعتداءات على الطرقات، وبالطبع حذرني هؤلاء من تعز والتي شملتها مواجهات قبل أيام من العيد، أما عدن فقد أعلنوا أن السفر إليها ضرب من الجنون في وقت "يتعرض فيه الدحابشة" للمضايقات والأعتداء.  من علم بعزمي على السفر نصحني بأن أدبر سيارة لا تحمل الرقم 1 أو 2... ولما لم يكن لدي خيار آخر فقد استقليت سيارتي التي تحمل الرقم 1 واتجهت فجر الخميس- يوم الوقفة- نحو تعز. 
كانت الأخبار قد وصلتني حول إزدحام الطريق بين صنعاء وتعز بحيث أن السيارة تقطعه في 7-9 ساعات!  كما وصلتني الأخبار حول الحوادث العديدة على الطريق، وعن التقطعات.. لذا فقد كان السفر عند الفجر خطوة موفقة تجنبت من خلالها جميع المشاكل، مع أني لم أستطع تجنب أكثر من 115 مطباً على الطريق...
طريق صنعاء- تعز مازالت كما هي.  تملؤها الحفر وتفتقر إلى اللوحات الإرشادية، وتجد نفسك بين حين وآخر أمام مفاجأة جديدة.  الطريق يتسع أحياناً ويضيق أخرى فتجد نفسك في مواجهة سيارة في الجهة المقابلة.  التقاطعات غير واضحة والأسواق تعيق الحركة في منتصف المدن وعند أسواق القات...
تستمتع بالطبيعة الجميلة وقد ساعد على ذلك تأخر الأمطار هذا العام فلا تحس بأن الشتاء قد حل، بل إن الصيف لازال يسيطر على الوضع... مع ذلك لا تستطيع تجاهل ما تعانيه البيئة فالطرق ممتلئة بالمخلفات وأكياس البلاستيك تفترش كل شيء حتى كادت تسيطر على كل ما تقع عليه عيناك.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق