يوميات معيد
العيد فرصة للخروج من دائرة الروتين،
ولكن أين الروتين في حياتنا، لقد أفتقدناه لذا فإن العيد كان مليئاً بالتأملات،
كغيره من الايام، ولعل هذا هو الشيء الرتيب الذي أصبح يملأ حياتنا.
4. إب
اللواء الأخضر، كما يسمونه، جميل بطبيعته
الخلابة، وتنوع المناظر فيه. الجبال
الخضراء، الوديان، التلال. كل شيء يجذبك
للطبيعة ويخاطبك. القاعدة، النجد الأحمر،
إب، جبل بعدان، الدليل، سمارة، يريم.... لا تكاد المناظر تغيب عن البال.
في مدن إب تبدو الصورة مقلوبة. القاعدة مدينة عشوائية تزحف على جوانب التلة،
الشوارع الضيقة والمشوهة تملؤها القاذورات.
ما أن تخرج من الطريق المزدوج الذي يوصلك لحدود محافظة إب حتى تصدم من وضع
الطرق في القاعدة، حتى في الخط الدائري الذي لم يستكمل العمل به.
تجمعات الجمال تملأ الخط الدائري الواسع
والمهمل. أما إذا سلكت طريق وسط القاعدة
فكمن يقع في حفرة وعليه أن يجتهد ليخرج منها.
لا يكون الحال افضل على طول الطريق
المهمل بين القاعدة وإب، وعندما تدخل مدينة إب تحس بالأسى، فهذه أجمل مدن اليمن
طبيعة اعتدت بجمالها فلم يطاله التشذيب، الشوارع مهملة متسخة، العبارات واللوحات
القماشية تعلو الرؤوس بعبارات لا تعني شيئاً.
إب تتحول إلى كتلة خرسانية صامته في فوضى لا نظير لها.
الدليل، ممر صغير مكتظ، لا طريق ولا
نظام ولا نظافة... وبحمد الله تسلك الطريق الدائري لتتجنب كل ذلك وتصعد نقيل سمارة
الشهير. بعيداً في الطبيعة تنسى هموم
المدن ... تطل على سهل واسع يتشكل بألوان الأصغر والأخضر والبني، إنت مطل على
كتاب... ومرة أخرى تغرق في فوضى المدن وطريق يشكو الإهمال المطلق.
لا يسعفك الوقت، فتصل بسرعة إلى يريم، مليحة
غدر بها الزمان. تكاد تجزم بأن الفوضى
خلقت هنا، وأن الإهمال مصدره هنا، فلا طريق ولا نظام .... لتغادرها بأسرع ما
تستطيع.
ما بك يا إب.. أما سمعت بأن هناك مدنية
وتحضر، أليس يسكنك خيرة رجال اليمن، ألا يوجد آلاف من أبنائك في أصقاع الأرض وهم
يجودون بأموالهم إليك؟ أما سمعت بأن هناك
حكومة يا إب؟ لولا بضع طرق صنعتها
إحتفالات العيد الوطني-برغم ما سادها من إهمال- لكدت أجزم أنك خارج الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق